نشرت “البلاد” أخيرًا، خبرًا مفاده قرب إغلاق محلات الخياطة لاستلام طلبات تفصيل الملابس المدرسية، وأهمية الاستعداد المبكر لذلك، في وقت خرج به أولياء الأمور للتو من مصاريف عيد الأضحي المبارك.
وفي حال كهذه، وبالأخص أرباب الأسر ممن يعولون أطفالا عدة، فإن الاستعداد إجباري، ولا يمثل خيارًا، مع تنوع الطلبات، وتعددها.
فما بين شراء أو تفصيل ثياب المدرسة، إلى الأحذية، والكتب، والقرطاسية، وملابس الرياضة، والحقائب، وعلب الأطعمة، والغيارات، كاحتياجات لا تقبل المفاصلة، أو النقاش.
هذا “الباكج” السنوي، يمثل تحديًا حقيقيًا لرب الأسرة، الذي لا يتوقف عن التفكير، وضرب الأخماس بالأسداس، ومحاولة الالتفاف على الأمر، ولربما توزيع هذه الاحتياجات على الثلاثة أشهر التي تستبق الدراسة، ومحاولة الالتزام بسدادها قدر الإمكان.
وكنت قد تلقيت اتصالًا من أحدهم، وهو يتساءل عن الأسباب التي تحول المبرات، والجمعيات الخيرية، والصناديق، وغيرهم، من بدء صرف كوبونات الشراء المدرسية بوقت مبكر، في ظل الحاجة للحاق بطوابير السداد، وحجز المواعيد لتفصيل الملابس وغيرها، وتجنب ارتفاع أسعار السلع الدراسية قبل بدء الموسم المدرسي، كما يفعل بعض التجار.
إن التكافل الاجتماعي بهذا الأمر، لهو حاجة ملحة، خصوصًا من أصحاب القدرات المالية، بوقفة مشرفة، تجاه الأسر المتعففة، وذوي المداخيل الضعيفة، ودون المتوسط، لتخفيف هذا الحمل عن ظهورهم، ونجدتهم مما هم فيه.
وأشير أيضا، إلى أن جمع الأموال، وتكديسها، ليس مهارة، أو ذكاء، بل ابتلاء، وحرمان من نيل الأجر، ولقاء وجه ربنا الكريم، وهي حقيقة تتطلب التمعن، والنظر جيدًا لأصحاب الحاجة، بود، ورحمة، ودمتم بخير.