العدد 5753
الإثنين 15 يوليو 2024
banner
أحمد فلامرزي و “مكارم الأخلاق”
الإثنين 15 يوليو 2024

شيعت أخيراً جموع غفيرة من المواطنين بمقبرة المحرق، الرجل الصالح أحمد محمد فلامرزي رحمه الله، بعد رحلة طويلة ومؤلمة من المعاناة مع مرض الفشل الكلوي، والذي أراد المولى عز وجل أن يكتب له بهذه الابتلاء، عظيم الأجر، ورفعة الشأن.
والفقيد الراحل هو من الجيل الذهبي النادر، من الرجال الربانيين، المتمسكين بالعمل الصالح، والمحافظين على الصلوات الخمس في وقتها، والملتزمين بالعبادات، والصيام، في البرد، والحر، وفي الأيام البيض، وغيرها.
ولقد كان رحمه الله يقطن في البدايات، بالقرب من مسجد الرحمة بالمحرق، وكان يستقبل الصائمين للإفطار مساء كل يوم خميس، بعادة كريمة، لازمته لأكثر من أربعين عاماً كاملة، حتى انتقاله الى عراد، حيث أهتم بأن تستمر أيضاً، كباب خير لا ينقطع، وجسر وصول لقلوب الناس.
وعرف عنه أيضاً، بأنه قوي في الحق، ولا يقبل قيد شعرة، بالأمر المخالف للشرع، أو لمكارم الأخلاق، كما كان رقيق القلب، مرهف الحس، منفتحاً للإنصات للرأي الآخر، قنوعاً به، إذا كان صحيحاً.
وكانت كل أمور الدنيا تنتهي فجأة لديه، حين يتناهى الى مسامعة صوت الأذان، فلا تأخير في الصلاة، ولا العبادات، وكان يحرص على اصطحاب كل من معه، وحوله للمسجد، بحزم، وبساطة، وابتسامة جميلة، تؤكد اهتمام الرجل القائم لصلاة الليل، بأن يطول الخير كل منهم حوله، وليس هو فحسب.
نستذكر في مقال اليوم مآثر هذا الرجل الكريم، والراحل العزيز، كرسالة وفاء للشباب، وللنشأة، ولأرباب الأسر، في أهمية الصبر، والسعي لعمل الخير، وفي التسابق لخدمة الناس، وقضاء حوائجهم، ولأن الرضا الإلهي يبدأ عندها وينتهي بها، وكذلك القبول في الأرض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية