استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير وتسهيل إجراءات العمل أصبح أمراً ضرورياً في العصر الحديث، فالتكنولوجيا تلعب دوراً محورياً في تحسين الكفاءة والإنتاجية، وتقديم خدمات أفضل وأسرع، فاستخدام التكنولوجيا في العمل يساعد كثيرا في إتمام العمليات الروتينية والمتكررة، ما يسهم في تحسين إدارة الوقت وتقليل الأخطاء البشرية، كما أن تطبيقات وخدمات العملاء الإلكترونية توفر وسائل سهلة وسريعة للتواصل والحصول على الخدمات، ما يزيد من رضا العملاء، ويمكن المؤسسات من تحسين وتحليل أداء الخدمة.
ولا شك أن تقليل الاعتماد على الورق يقلل تكاليف التشغيل ويوفر حلولا مرنة وآمنة لتخزين البيانات. إن الحكومة الإلكترونية قدمت خدمات متعددة مثل إصدار التراخيص، ودفع الفواتير، وتقديم الشكاوى إلكترونياً، ما يقلل من الحضور الشخصي للمكاتب الحكومية. كما أن الأنظمة الإلكترونية تساهم في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد من خلال توفير سجلات إلكترونية دقيقة يمكن تتبعها. ولا أريد أن أخوض في تفاصيل أكثر حول الجوانب الإيجابية والاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات الحياة المختلفة، لكن ما أود أن أتطرق إليه هو ضرورة “التطوير المستمر”، فقد واجهت شخصيا عددا من المواقف فيما بخص التعامل مع عدد من الدوائر الحكومية والخاصة، وكنت أتوقع منها مرونة وسهولة أكثر، بل أنا على يقين بأنه من الممكن إنجاز المعاملة من خلال التطبيقات الموجودة في الأنظمة الذكية، ولست بصدد ذكر أسماء عدد من الجهات الحكومية والخاصة التي تعاملت معها مؤخرا واستنتجت أنها بحاجة إلى تحديث أنظمتها الداخلية لتواكب التطورات التقنية الحديثة في العالم، فعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن التطبيقات المصرفية الإلكترونية تسهل إدارة الحسابات المالية، وتحويل الأموال، ودفع الفواتير، ما يوفر وقت وجهد العملاء.
التقنيات المالية (FinTech) تقدم حلولاً مبتكرة مثل القروض الإلكترونية، والاستثمار عبر الإنترنت، والدفع بواسطة الهواتف الذكية، كما هو الحال في معظم الخدمات في جميع مناحي الحياة.
في الختام، إن التكنولوجيا الحديثة تلعب دوراً حيوياً في تحسين وتسهيل إجراءات العمل في المرافق العامة والخاصة. تحقيق أقصى استفادة منها يتطلب تعاوناً مشتركاً بين جميع الأطراف المعنية، واستثماراً مستمراً في البنية التحتية والتدريب والتطوير.

كاتب وإعلامي بحريني