لم يتجسد حلمي في وطن مثلما تجسد أمام عيني، وأنا أقرأ ككل الناس تصريحات مليكنا المعظم بعد جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها جلالته بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله ورعاهما، جاءت كلمات جلالته بردًا وسلامًا على المواطنين، فالبحرين بالفعل وليس بالقول وطن لجميع أبنائه، دار لكل قاصد كريم، قيمة عملاقة لكل من يلتحف السماء ويسعى لرزقه في أرض الله الواسعة، "وطني وصِبايا وأحلامي"، لم تكن مجرد أغنية عابرة لشاعر قديم، أو لمطرب مازال على قيد الحياة، بقدر ما تجسد ذلك الوطن الذي تربينا فيه، ونشأنا في كنف خيراته، وقضينا أحلى أيام شبابنا بين ربوعه وحقوله وأزقته وروابيه، هو الوطن الذي يتحدث عنه اليوم صاحب الجلالة بروح مؤمنة بأن هذه الأرض لكل أبنائها وذلك الوطن هو وطن للجميع.
مليكنا المعظم يصل دائمًا في جميع المواعيد، لم تخطئ بوصلة جلالته مقصدها، ولم تختلف روحه المعطاءة عما يعدنا به دائمًا، "غد أجمل لم نعشه بعد"، أيام مازالت على البُعد القريب منا، ساعات حسم في كل ملف وكل أمل وكل حلم يراود أبناء وطنه الأوفياء، صاحب الجلالة قالها بالفم الملآن: البحرين للبحرينيين جميعًا، هو ما سيقطع الطريق على المتأولين، على المزايدين، على هؤلاء المشككين في وحدة الوطن ومصيره، في نمائه وإنمائه وتفاصيله. جلالته كعهدنا به لم يترك شاردة ولا واردة إلا وأسبغ عليها عروبته الفياضة، هموم أمته التي فاقت كل الهموم، مشكلات وتحديات بني جلدته عندما تشتد قضاياهم التي هي قضايانا المحورية، في غزة أو فلسطين، في اليمن أو ليبيا، أو مصر الكنانة أو الشام والعراق، أو المغرب "غير البعيد"، كلها قضايا تؤرق جلالته، وكلها أمة واحدة ينشد حفظه الله لها كل استقرار وازدهار وأمان وسلام. الكلمة السامية لمليكنا المعظم حمد بن عيسى آل خليفة تجولت في وحدة شعبنا، في مفاتن بلادنا، في روحها العامرة بالإيمان والإلهام والتراث التليد. "المقال كاملا في الموقع الإلكتروني".
لابد من توفير المقومات اللازمة لإنجاح موسم عاشوراء، هكذا أكد عليها بكل حسم وود وإخلاص، موسم عاشوراء الذي هو منسك وطني يؤكد انفتاح مملكة البحرين وتسامحها على مر الزمان، ما جعلها واحة إخاء وسلام ومحبة وأمان.
هذا هو ما نتوقعه دائمًا من قيادتنا الحكيمة، وطن واحد لكل أبنائه بلا استثناء ولا تفرقة ولا تمييز، قوة الوطن في لُحمته، في وحدة شعبه، في إيمانهم بأن الرخاء والازدهار هو الناتج القومي الإجمالي للتسامح والتعايش والسلام، هو ذاته الدخل القومي والنماء المستدام الذي ترعاه حكومة رشيدة برئاسة ولي العهد حفظه الله وسدد خطاه، وهو أيضًا معدلات نمو اقتصادي تتواءم مع التضخم وتكبح جماحه، وتمتص آثاره وتداعياته، واستدامته وبواعثه.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا في هذه الأيام المباركة نعيش واحة اطمئنان ورضا وقناعة بكل شيء، وما يأتينا يوم جديد، آمن سعيد، إنما هو من محصلة أعمالنا، خير من عنده "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، هذه فضيلة تربينا عليها، وآية كريمة آمنا بها، وواقع نعيشه مع أهلنا وأحبائنا على أرض الخلود، وكل عام وبحريننا الغالية بألف خير.