العدد 5717
الأحد 09 يونيو 2024
هل يمتد الحريق إلى لبنان؟
الأحد 09 يونيو 2024

شهدت الجبهة الجنوبية اللبنانية، المواجهة لحدود فلسطين المحتلة مع إسرائيل، تصعيدا متدحرجا، ومحرجا خلال الساعات والأيام الماضية في إطار المواجهة الجارية مع حزب الله، والتي اختار لها اسم “المشاغلة” أو حرب المساندة للمقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة. هذه الحرب، تصاعدت في اليومين الماضيين، لدرجة أن وسائل الإعلام العربية والفضائيات سهرت طوال ليل الثلاثاء الماضي، على مشاهد تصاعد ألسنة النيران وسحب اللهب الحارق، جراء احتراق الحقول والمنازل في مستعمرة كريات شمونة الحدودية المواجهة لحدود لبنان.
بطبيعة الحال، كان المشهد غير مألوف من قبل المتابعين، وكل ذلك وسط صرخات واستغاثات السكان الإسرائيليين بسبب تمدد النيران التي تسبب بها قصف حزب الله لمنازلهم وحقولهم. المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتمع لبحث الموضوع.. رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زار في اليوم الثاني الحدود مع لبنان متفقدا ومهددا بإحراق لبنان. لكن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، كشف قائلا “إنّ الجيش الإسرائيلي لا يريد خوض حرب في لبنان وهذا هو الواقع”. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي قال إنّ الجيش مستعد “للانتقال إلى هجوم في الشمال على الحدود مع لبنان”، إثر الحرائق التي اندلعت جرّاء صواريخ “حزب الله”. وزعم هليفي “أننا نقترب من النقطة التي سيتوجب فيها اتخاذ القرار، والجيش جاهز ومستعدّ جدا لهذا القرار”، موضحًا أن “حزب الله قام برفع وتيرة الضربات”. في المقابل، توجه رئيس “المعسكر الوطني” الوزير في “كابينيت الحرب” الإسرائيليّ بيني غانتس، لرؤساء بلدات شمال إسرائيل، بالقول “استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب”. هذه الوقائع تثبت أن الحدود الجنوبية للبنان، على حافة اندلاع حرب واسعة مع إسرائيل. من دون أن يغيب عن البال أن نتنياهو كان ينوي مع بداية هجومه على غزة أن يشن حربا على لبنان، إلا أن من أوقفه وأمسكه من يده الرئيس الأميركي جو بايدن.


الذي طلب عدم توسيع الحرب مع لبنان حتى لا تمتد إلى كامل المنطقة وتتورط أميركا بحرب إقليمية جديدة.
وسط هذا التوتر المتصاعد، لا يمكن تجاهل الموقف الذي صدر عن الخارجية الأميركية في الساعات الماضية التي حذرت من أن تصعيدا في لبنان سيعرض “أمن إسرائيل” للخطر، ولفتت إلى أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة سيقود إلى تهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. واستطردت “لا نريد تصعيد الصراع على حدود لبنان وإسرائيل لتجنب سقوط المزيد من الضحايا من الجانبين”. وأشارت إلى أننا نسعى للوصول إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان.
وسط هذا الارتفاع في التوتر والازدحام في المواقف كيف سيكون مجرى الأحداث؟ هل سيتمدد الحريق إلى لبنان أو أن إسرائيل ستفضل الاستماع إلى تحذيرات وتنبيهات الإطفائي الأميركي مرة جديدة؟.

كاتب وأستاذ جامعي من لبنان

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .