العدد 5714
الخميس 06 يونيو 2024
banner
إلى أين ستصل؟
الخميس 06 يونيو 2024

بدأ الحجاج قبل أيام حزم أمتعتهم متوجهين لبيت الله الحرام، وإن صح القول معظمهم من المقتدرين، وقلة من متوسطي الدخل، فما يحدث في السنوات الأخيرة من مبالغة في أسعار حملات الحج، صعب عملية تمكن المواطنين وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود من أداء هذه الفريضة، وجعلها بالنسبة لهم حلماً قد لا يتحقق أبداً! فهل من المعقول أن تصل أسعار بعض الحملات الـ VVIP إلى 9 آلاف دينار بحريني لرحلة دينية في دولة مجاورة؟ أين الرقابة على أسعار هذه الحملات؟ وكم تصل نسبة أرباحهم على كل حاج؟ وكيف سيتمكن المواطن المثقل بالديون والالتزامات المادية المتشعبة وارتفاع الأسعار، أن يدخر هذا المبلغ ليؤدي هذه الفريضة التي تعتبر أمنية العمر؟
فريضة سنها الله ليكون الناس خلالها سواسية، لا أن نأتي لنؤسس للطبقية في أقدس بقعة على هذه الأرض، من خلال حملات الـ VIP! ، وإن لم تكن حملات خمس نجوم فالأسعار هي الأخرى تتأرجح ما بين الألفين والأربعة آلاف دينار! فهل هذه الأسعار مقبولة في ظل وضع معيشي يعلم القاصي والداني مستواه؟ البذخ في البوفيهات التي تزخر بما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات وحلويات وآيسكريم ووو... لا يليق بهذه الفريضة، فالحاج أتى للعبادة ولم يأت لحفل زواج! وكوب أو شنطة تحمل شعار الحملة لا يستدعي رفع الأسعار بهذا الشكل الجنوني، والتي هي في الأساس عينات دعائية للحملة أكثر من كونها مستلزمات يمكن أن تضيف للحاج قيمة استهلاكية خلال رحلته. قائل سيقول - من أصحاب الحملات - إن تحديد كوتا الحجاج، وتقليص عدد الحجيج في كل حملة هو السبب في رفع الأسعار. ونقول: وبالمنطق، هل يدفع الحاج الثمن؟ ومن يصدقنا القول ويعترف بكل أمانة وشفافية، عن حجم الربح الذي تحققه الحملة من وراء كل حاج؟ وهذا الفحش في الأسعار دفع البعض للأسف إلى حملات غير مرخصة، فيعرضون أنفسهم للخطر والمساءلة القانونية.
ياسمينة: لماذا لا تُحدد أسعار الرحلات “رسمياً” كما يحدث في السعودية؟.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية