توفي قبل أيام (مورغن اسبورلوك) عن 53 عامًا، وهو مخرج الفيلم الوثائقي الشهير الذي كشف أضرار الوجبات السريعة، وترشح به لجائزة الأوسكار، وكان قد وثق فيه أضرار الوجبات السريعة، وكيف أنها أضرت به بعد أن واصل تناولها لمدة شهر واحد، اكتسب خلالها 11 كيلوجرام، فتدهورت صحته جراء ذلك، ليثبت أن الوجبات السريعة، والتي تتضاعف أحجامها مرة بعد أخرى، باتت أكثر خطورة على صحة الناس. واليوم تضاعف استهلاك الناس للسعرات الحرارية، بفعل “الترندات” والإغراءات التي تكتسح حياتنا، فمواقع التواصل باتت تشكّل هويتنا الغذائية، وما نحبه ونشتهيه من أطباق الطعام والحلويات، كل ذلك بضغطة زر على الهاتف الذي لا يفارق أيادينا، مع غيابٍ شبه كامل لبيان الجانب الصحي، أو تحقيق أي نوع من التوازن الغذائي لهذه الأطعمة والأطباق التي تضاعفت مكوناتها غير الصحية في سبيل الحصول على شكل مُغْرٍ، ورغبة في تبادل وتصدّر صور هذه الأطعمة والمنتوجات الغذائية مواقع التواصل تحت الهبة أو “الترند” المكتسح، وحدث ولا حرج بعدها عن المكونات الصناعية المهولة، وكميات الدهون المهدرجة التي فيها بلا عد، وفوق ذلك المستهلك يجهل مكوناتها. المطلوب اليوم فرض نشر المعلومات الغذائية لكل منتَج يُسَوَّقُ للناس، مع ذكر سعراته الحرارية، وأن تكون مفصَّلة واضحة المعالم، فلا يعقل أن تستهلك منتجات مجهولة المكونات، ويتبين بعدها أنها دهون متحولة، وألوان صناعية، وغيرها من المواد غير الصحية، من حق المستهلك الحصول على صورة صحيحة وواضحة عن الوجبات التي تُسَوَّقُ له، وإن من شأن ذلك أيضا تشجيع أصحاب المنشآت الغذائية على تجويد منتجاتهم بإضافة مكونات ذات قيمة غذائية عالية، بدلًا من المكونات الفقيرة وغير الصحية التي تزيد الإصابة بالسمنة ومختلف الأمراض المزمنة، كالسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها، فهل من تحرك سريع؟.
*كاتب بحريني