لقد تضمنت الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في "قمة البحرين" تشخيصًا دقيقًا لواقع الأمة العربية يؤكد اهتمام جلالته بالأمة وهمومها والحرص على إيجاد حلول تعالج الواقع وتمنح جميع الشعوب حقوقها في العيش بسلام وأمان.

إن رؤية جلالته وتطلعاته في مؤتمر القمة جاءت كعادتها رؤية إنسانية حكيمة توضح كيفية التعامل العربي مع التحديات والأزمات العربية الراهنة بآليات تتناسب مع طبيعة المرحلة وتطورات العصر، رؤية تدرك تماماً حجم المخاطر التي تحيط بالأمة العربية في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة التي تحيط بالأمة من حروب ومآس.

إن ما يحدث في العالم لا يتناسب مع الإنسانية، واقع لا يمنح الهدوء والسلام، واقع أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا ومباشرًا للدول والشعوب العربية، ويمس هويتها وأمنها واستقرارها.

ما نمر به اليوم من أزمات وتقلبات واعتداءات غير إنسانية يتطلب منا المزيد من الجهد لتوحيد الصفوف والتمسك بمنظومة العمل العربي المشترك والتضامن، لنتمكن من حفظ مكانة وحضارة وقوة ومستقبل الدول العربية.

إن ما تبنته مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم حفظه الله، هو ما يحتاج إليه واقعنا العربي، لذلك احتلت القضية الفلسطينية الجزء الأكبر من كلمة جلالته، بسبب الأوضاع الصعبة الراهنة التي تعيشها، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير، وكونها قضية العرب الأولى، وأساس مسيرة ومستقبل الأمة العربية واستقرارها، لذا وجه جلالته إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، ودعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، وهذه الدعوة إذا تمت الاستجابة لها من المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة من شأنها أن تشكل خطوة مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية.

إن مضامين الكلمة السامية لجلالة الملك تؤكد نهجه وإيمانه في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والرخاء، ولقد اشتملت على مبادرات، تؤكد أن مملكة البحرين كانت ولا تزال مستمرة في جهودها لتعزيز أهدافها وتوطيد الروابط والتضامن العربي، ودعم كل ما يؤيد هذه المساعي النبيلة.