+A
A-

سينما الخيال العلمي في الدول العربية ..اجتهادات متواضعة

حسنا فعل مهرجان أفلام السعودية في دورته العاشرة التي ستعقد في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي " إثراء" الشهر المقبل ، بتسليط الضوء على سينما الخيال العلمي، التي تدخل الى تطورات مستجدة بين حين واخر، وترصد لها ميزانيات فلكية دائما تظهر على شكل مختلف بين مجتمع او اخر ، فمنذ أواخر الستينات وهي المرحلة الحقيقية والهامة لانطلاق أفلام الخيال العلمي وتحديدا من فرنسا وليس أمريكا كما يعتقد البعض، على اعتبار ان الكتّاب الفرنسيون كان عندهم شغفا كبيرا بالخيال ، حيث قام المخرج الكبير غودار باخراج فيلم خيالي بعنوان " العطلة " وتبعه المخرج آلان رينيه بفيلم" احبك .احبك" وغيرهم، بدأ الاهتمام اكثر من قبل شركات الإنتاج العالمية بأفلام الخيال العلمي، وان كان البعض يرجع الفضل الى جورج ميليه ويصف مرحلته بأنها من مراحل التطور السينمائي، حيث تركت أفلامه اثرا كبيرا على اعمال مخرجين كبار من أمثال الفرنسي " فريناندزيكا" الذي اخرج فيلم " حلم القمر" عام 1905 ، والروسي باكوف بروتازانوف بفيلم" ايليتيا" عام 1924 ، والألماني " فريتز لانج " بفيلم "المرأة في القمر" عام 1928 " والامريكي " وليام كاميرون " الذي اخرج فيلم " صورة المستقبل".
ما يميز أفلام الخيال العلمي اناقة الصورة، ورسم حركة الكاميرا، واختيار زوايا المشهد، وابتكار الحل الاخراجي، وأثارت الاحداث التي تبهرنا بالكامل، كما تتطلب درجة عالية من التخصص وثقافة خاصة ورؤية محددة ، ولازالت السينما العربية فقيرة جدا في هذا الميدان رغم وجود تجارب مثل فيلم " موسى " للمخرج بيتر ميمي عام 2021 ، وهو فيلم تشويق وغموض وربما أقول – ربما – هو الفيلم الوحيد الذي يندرج في قائمة السينما الخيالية، وما عدا ذلك كلها اجتهادات متواضعة، بمعنى. سينما الخيال العلمي في دولنا العربية سينما ناشئة وكل الشكر لمهرجان أفلام السعودية الذي تبنى الاتجاه الأول لتقدمها والاقتراب من محيطها.