العدد 5699
الأربعاء 22 مايو 2024
رواد الصحافة البحرينية.. رواد النهضة الحديثة
الأربعاء 22 مايو 2024

نظمت جريدة “البلاد” مؤخرًا معرضًا لرواد الصحافة البحرينيين، بالتعاون مع جمعية البحرين للفن المعاصر بمقر الصحيفة في مدينة زايد ولمدة ثلاثة أيام. وبعدها سينتقل المعرض إلى مقر الجمعية بشارع البديع. وقد احتوى المعرض الذي شهد حضورًا واسعًا من الفنانين وذوي الرواد والمواطنين والشخصيات العامة على صور مرسومة لأولئك الرواد الذين ساهموا بتدشين مداميك الصحافة البحرينية منذُ انطلاقها في العام 1935م بصدور جريدة البحرين.
تربعت على الصحافة البحرينية في بدايتها أسماء لامعة عديدة “رحمهم الله” ذات توجه فكري وثقافي وأدبي، أسسوا صحافة بحرينية عريقة، واستحقوا أن يكونوا روادًا، حيث أرسوا قواعد دولة أدبية “الصحافة” في سماء الفكر والتنوير، وبنوا نهضة حديثة على أسس راسخة، صحافة مُثلى، جامعة للأدب والسياسة والعِلم والثقافة، وشيدوا صحافة ذات مجد أدبي مشرق وهاج في صبح عصر الانبعاث الفكري والأدبي والعلمي. أولئك الخالدون استحقوا أن يكونوا روادًا، لأنهم عرفوا كيف يمسكون القلم ومتى يكتبون، فالقلم عندهم علم وفكر وثقافة وأدب. فبنوا مجدًا وأصبحوا مَعلمًا ثقافيًا وأدبياً، وغنمت الصحافة منهم الكثير من المقالات والقصص والأشعار، فأصبحت تلك الصُحف منابع وطنية يتنعم قراؤها بالمطالعات العلمية والثقافية واللغوية والأدبية والتاريخية.
لقد أحسنت جريدة “البلاد” بإقامة معرض لرواد الصحافة البحرينية، فهم يستحقون أكثر من ذلك، لو رجعنا إلى ما كتبوا سنجده كله ذات نفع ومفيد، سهل التبيان وفصيح التعبير، وأنهم أجادوا ما يكتبون في عصر تميز بالبساطة وبمجتمع متميز. سيبقى رواد الصحافة البحرينية أعلامًا شامخة، ومنارات ثقافية متوهجة، وكتيبة مقاتلة كان سلاحها القلم والمعرفة والحقيقة، ومنبرًا نغترف منه صولاتهم الصحافية من فكرٍ وأدب وثقافة وسياسة، مع محافظتهم على سلامة لغة الضاد وآدابها الغنية المنمقة. ومضى أولئك الجهابذة بعد أن تزينوا بالمكان الأرفع في مجتمعهم، وانكبوا بصدق على عملهم الجليل في الدرب الذي شقوه ومهدوه وبنوه بما ملكوا من فصاحة العبارة وجزالة الأسلوب بقلمٍ نفيس أفاض نهجًا لصناعة القلم ورجال الفكر والأدب الذين يتتبعون خطواتهم اللغوية ويسترشدون بحسن خطاباتهم الصحافية. وسيبقى أولئك الرواد قبلة للصحافة ومدرسة لكل من أراد الكتابة ويسلك سراطها ليتعلم منها كيف يُعبر عن أفكاره وخواطره، ويرصد لها من اللغة العربية كلماتها. فذلك تاريخ يجب أن نفخر به ليصيبنا منه الخير العميم. فالوفاء لهم يقضي علينا أن نذكر فضلهم الجزيل في الكتابة والصحافة. فرحمهم الله جميعًا وأسكنهم فسيح جنته.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية