منذ أكثر من 15 سنة كنا نطلق حملة سنوية تتعلق بمتابعة ورصد ما تبثه الفضائيات الخليجية من مواد إعلامية ذات محتوى مسيء لحرمة وعظمة رمضان، وكان اسمها حملة (كوغر) لتعظيم رمضان. وكوغر هو الاختصار الإنجليزي لمنظمتنا الدولية مجلس العلاقات الخليجية الدولية "كوغر" واسمها بالإنجليزي هو Council of Gulf International Relations (COGIR) . وبعد أن توسع نشاطنا ليشمل العالم العربي تحولت الحملة إلى اسم جديد وهو حملة "كارنتر" لتعظيم رمضان نسبة إلى اسم مجلس العلاقات العربية الدولية Council of Arab International Relations (CARINTER). وخلال الفترتين رصدنا إساءة وتعمدا واضحا للإساءة لعظمة وحرمة هذا الشهر من قبل المنتجين والمؤلفين والمخرجين والممثلين والممثلات، ليس الكل طبعا.
وهذه السنة للحملة لاحظ الفريق التطوعي للحملة من نقاد فنيين وأساتذة إعلام وعلم اجتماع مؤمنين بالهوية المجتمعية العربية، إسفافا وتهريجا وقلة حياء وتصويرا للمجتمع العربي المحافظ على أنه مجتمع متهتك وفاقد للعذرية المجتمعية النبيلة ولا يتمتع بأدنى صفات الحياء والشرف والأخلاق مع الأسف كما جاء في محتوى بعض المسلسلات الدرامية سواء العربية أو الخليجية. بل رأينا أيضا إصرار هذه الشرذمة على القول إن محتواها الشاذ، وصل لأرقام قياسية من المشاهدين حسب زعمهم. واستندوا إلى أنهم يناقشون قضايا مسكوت عنها، وكأن مجتمعنا والأسر العربية وأفرادها يعيشون كلهم بمستنقع الرذيلة والشذوذ والمحرمات، لا كمجتمع فاضل كريم بهوية عربية باستثناء قلة طبعا شذوا عن الإنسانية العربية المحافظة.
لكن وسط هذا الشذوذ الدرامي برمضان والبرامج والمسلسلات التافهة والتهريجية التي لا تراعي حرمته، ووسط نقص واضح بالبرامج الهادفة والراقية التي تعبر عن أجواء رمضان الدينية، كانت هناك حملات مجتمعية كبيرة هذه السنة بدأت بالتحرك والتصدي لهذا المحتوى الشاذ، تستنكر وتشجب وتعمل على توعية مختلف شرائح المجتمع بضرورة وقف هؤلاء عن ممارسة شذوذهم الدرامي. بل وصل الأمر بالإشارة الى أسماء ممثلين وممثلات ومؤلفين ومخرجين وقنوات فضائية منتجة لهذه الدراما بشكل كبير جدا، ما يبشر بأن المجتمع وشرائحه لن تسكت عن هذا الشذوذ الدرامي في رمضان.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي