العدد 5649
الثلاثاء 02 أبريل 2024
banner
نواب "والله الغني"
الثلاثاء 02 أبريل 2024


لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن تشنجات تحت قبة البرلمان، لا تمر جلسة، أو اجتماع، إلا ووقعت مناقشات حادة، غضب يهز القاعة ويؤجج المشاعر، و"يجعل سيرتنا على كل لسان". لو كان الخلاف على قضية أو هم يومي، أو قانون معطل، لقلنا إن الزمجرة واجبة، والضجة مبررة، والغضب واجب، ولو كان الشجار والخلاف على التسريع في صرف علاوة غلاء المعيشة أو مضاعفتها بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك لقلنا إن النواب والله يحملون هم المواطن البسيط ويمثلونه خير تمثيل، ولو كان السبب خلافا على آلية زيادة قيمة الضمان الاجتماعي للمواطن الذي لا يوجد لديه أي دخل في الحياة أو معاش تقاعدي، ولا ممتلكات من أي نوع، لقلنا إن النواب والله عندهم كل الحق في مضاعفة مبلغ الضمان الـ ٧٧ دينارا التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولو كان الضجيج قد تولد عنه قانون يمنح معاشا تقاعديا للصحافيين الذين فقدوا وظائفهم نظرا لإفلاس صحفهم وإغلاقها تماما لاعتبرنا الخلاف منطقيا ويؤكد التزام النواب، بارك الله فيهم، بما أقسموا عليه في مستهل كل دورة برلمانية.
لكن أن يكون الخلاف على تعليق سقط سهوا في مضبطة، أو على لقب نسيه نائب خلال مناقشاته ومداخلاته مع نائب آخر، أو على مسألة بروتوكولية بحتة أو نقطة نظام مثلا، فإن أداء السادة النواب يصبح بحاجة إلى مراجعة، فقليل من الكياسة والاستغناء نحتاج إليهما في هذا الشهر الفضيل والمواطن البسيط ينتظر نظرة من النواب لارتفاع الأسعار، ودراسة أسبابها ومقارنتها بالدول الشقيقة المجاورة ووضع حلول جذرية لها.. المواطن ينتظر اليوم قبل الغد التفافاً برلمانياً حول قضاياه المعيشية، المواطن في العشر الأواخر أيها السادة النواب يحتاج لخبر مفرح ينقله من حال إلى حال بدل أن يزج به في دوامة القيل والقال. وكأن البعض منا يبحث عن أعلى نسبة مشاهدة، عن ترند غير مستحق بدلا من أن يكون عند حسن ظن ناخبيه وعلى مستوى من وضعوا كل ثقتهم فيه، اللهم أنت خلاف الظنون يا رب، إنك على كل شيء قدير وكل عام وأنتم بخير.

كاتب بحريني والمستشار الإعلامي للجامعة الأهلية


 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية