+A
A-

من الهواية إلى الاحتراف: مراجعة ألبوم "ديجافو" لـ سولجا

أصدر سولجا أولى ألبوماته الطويلة "ديجافو" في 25 يناير 2024. جاءت هذه الخطوة بعد أن ثبّت أقدامه في المشهد السوداني بقوة وصار له جمهور في أغلب البلدان العربية، في مسيرة لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات أصدر خلالها تراكات مميّزة مثل "أيام" و"فانتاستك" و"شارلستون".

ضم الألبوم 14 تراكًا اختارهم بعناية بما يتناسب مع شخصيته التي تطورت بشكل ملحوظ خصوصًا خلال العامين الماضيين، وهي الفترة التي استغرقها لتحضير هذا الألبوم. أمّا ظاهرة الديجافو فهي تجربة يشعر بها الشخص أنه مرّ بنفس الموقف وتفاصيله في وقت سابق، وهذا ما حدث مع سولجا في صغره حين راوده حلم الشهرة ووصول صوته وكلماته إلى الجميع، واعتبر هذا الألبوم تجسيدًا لحلمه الديجافو.

وعلى طريقة ظهور الأبطال في الأفلام السينمائية، جاء الإنترو بموسيقى مليئة بالترقب ليعلن عن وصوله لبداية سلم المجد. تلاه تراك "ديجافو" الذي كتبه على الطائرة وهو في طريقه إلى مصر من السودان "بكسر رقم في راسي إنتوا ما شفتوا/ فلما بتحصل بيجيني ديجافو"، أنتجه خياط واحد من أبرز المنتجين في المشهد العربي، وصوّر الكليب مع المخرج محمد بشير لتجسيد ما كان في خياله وأصبح واقعًا يعيشه.

أراد سولجا أن يربط حاضره بماضيه فاستلهم من موسيقى الزنق السودانية بالتعاون مع المنتج حسام في تراك "ليل" و"قصص". صدر تراك قصص قبل الألبوم بحوالي شهر ونصف، جمع فيه سولجا التجارب والحكايات التي من الممكن أن يمر بها أي شاب سوداني بنفس المرحلة العمرية، وأضاف عليه بعض النصائح عن الحياة ووتيرة الزمن "يوم فوق ويوم تحت".

لم ينس أن يوجّه تحية إلى منطقته جبرا التي نشأ وترعرع فيها في السودان، وشكلت شخصيته الفنية في تراك جبرا ڤو، تخلله عيّنة من صوت الجمهور يردد إسمه. كما حكى فيها عن العقبات التي نجى منها في طريقه إلى الشهرة مع بعض الدروس التي تعلمها "وإن لم تكن صعلوقا أكلتك الضباع".

قدم هذا الألبوم نسخة مختلفة من سولجا مع التغييرات التي طرأت على شخصيته، خاصة خلال تنقله بين مصر والسعودية والسودان وماليزيا، سواء بدافع الدراسة أو بسبب ظروف الحرب في بلاده، أمّا موسيقيًا، فقد جمع بين أسلوب التراب والسنث والموسيقى الإلكترونية الراقصة مع الأفرو بيت. مزج في تراك الحقيقه من إنتاج سماني بين صوت السينثتايزر وآلات منوّعة مثل الجيتار الكهربائي الذي ظهر بقوة في الفواصل.

تميز سولجا بأسلوب السهل الممتنع وعلى الرغم من وضوح كلماته إلا أنها غالبا ما تحمل معاني خفية و استعارات على طريقة الشعراء. كما شبه بنفسه بنزار قباني في تراك "لندن" بالتعاون مع مونتياجو، والتي أنتجها البروديوسر فودي على بيت ممزوج بعيّنات من صوت الجيتار في مطلعه. "طير جارح ما بتتعداني/ امبارح جبنا سم افغاني/اخوك سارح زي نزار قباني". أما في تراك أنساكي وصف صعوبة تخطي قصة حب بالمشاركة مع فودي بصوته وعلى الإنتاج.

لم يخلُ الألبوم من بعض الفخر والزهو بالنفس، ظهر بوضوح في تراك الاوترو جنون العظمة، التي بدأت ببيت تراب ممزوج مع صوت ساكسفون من انتاج البروديوسر 77 وسويش. هذا وقام بالمزج مهندس الصوت سويش الخاص بفريق SVNBIRDS وهم منتجين الألبوم، أما الماسترينغ قام به مهندس الصوت المرشح للغرامي مايك سيبرج، وقد ظهرت الفروق ونقاء صوت في الألبوم عن التركات التي سبق و أصدرها سولجا بحسب billboardarabia.