+A
A-

لماذا لا يستفيد الممثل الخليجي من طريقة "ستانسلافسكي"؟

عندما يقف الممثل أمام الكاميرا فإنه يغوص في أعماق الخلفية النفسية للشخصية، وكل مشهد سواء في المسرح أو السينما أو الدراما التلفزيونية يضمن قوة محركة داخل الدور والممثل البارع فقط هو الذي يتمكن من تقديم كل الأبعاد وإثارة الاهتمام والتشويق.
طريقة "ستانسلافسكي" في التمثيل مدرسة ينبغي على كل ممثل النهل من ينبوعها بشكل مركز وكثيف إن أراد تطوير قدراته، فطريقة "ستانسلافسكي" تقتضي من أي ممثل أن يكتشف داخل نفسه ما يقتضيه دوره منه والمخرج بطبيعة الحال هو الذي يعلم الأسئلة الصحيحة التي يوجهها للممثل، والعوامل الصحيحة التي تستخدم كحافز له، ويقوم المخرج بتصفية وتشكيل النتائج التي تسفر عنها استكشافات الممثل، دون أن يفرض عليها شيئًا أو عرقلة تلقائيتها.
إن نظرية "ستانسلافسكي" في المواجهة الكاملة لدور ما تتحدّد بثلاث أدوات أساسية لإيجاد الصدق الذي يتبع من الباطن، وإمكان التصديق في أداء تمثيلي. والأدوات هي. معرفة الهدف، إدراك ما تنطوى عليه ظروف معينة، الذاكرة المؤثرة أو العاطفية.
في المسلسلات الخليجية نلاحظ ضعفًا واضحًا في أداء بعض الممثلين والممثلات، الذين لا يحسون بكل ما يتطلبه الدور ولا يستجيبون للمؤثرات حسب ما يتطلبه الدور أيضًا، كما هناك جهل بتكنيك التلقائية وهذه نقطة غاية في الأهمية في عالم التمثيل، فالتلقائية لا تكون صادقة ولا حقيقية، إلا إذا انغمس الممثل بالكامل في الدور.
في أحد المسلسلات كان المشهد في غرفة بالمستشفى، الزوج المريض مستلقٍ على السرير وزوجاته الثلاث يقفن حوله، وطبيعة المشهد يتطلب إيقاعًا يتناسب مع التأثير المنطقي لهذا المؤثر، ولكن بدلًا من ذلك، وجدنا الزوجات الثلاث يتحركن ببطء ولا يستجبن بسرعة على المستوى الفكري أو العاطفي لطبيعة المؤثر، وهذه طامة كبرى.
وفي نفس المسلسل لم تستطع – كعادتها في جميع أعمالها- إحدى الفنانات التحرر من التقليدية، واستخدام خيالها لكي تنفس عن نفسها وتضيف إلى أدائها ما تشاء من إثارة.