ثلاث نقاط تستوقف المتابع عند مطالعة كلمة جلالة الملك المعظم حفظه الله في الاحتفال بمرور 25 عاما على تولي جلالته مقاليد الحكم في مملكة البحرين.

الأولى: الوفاء بالعهد. التركيز على أهمية الوفاء بعهد الآباء والأجداد المؤسسين والبناة الذين أقاموا صرح الدولة الوطنية الحديثة، ويرتبط هذا الوفاء شرطيا بالسير على نهج ثابت من الإصلاح والتطوير، "يضع مصلحة البلاد ووحدتها فوق كل اعتبار". وهذا التركيز على إبراز الوفاء في مقدمة هذا الخطاب، هو عنوان مهم لمنهج سياسي ثابت يصنع الاستقرار والاستمرار.

الثانية: الإصلاح والتوافق. تجربة الإصلاح في البحرين ليست منقطعة عن التجربة التاريخية للبلد والشعب. فهي ترتبط بحركة عميقة الجذور تعود جذورها إلى بدايات القرن العشرين، اتصالا بأفكار الإصلاح والتنوير والحداثة. لذلك يأتي الإصلاح الذي بدأت طلائعه مع بداية الألفية الثالثة بقيادة جلالة الملك في سياق التوافق الوطني حول الثوابت ضمن رؤية وطنية توافقية، بإرساء مشروع مجتمعي يحتضن الجميع يقوم على منظومة من قيم التعايش والتسامح والتضامن والعدل والحرية والمشاركة والحقوق، في سبيل بناء المجتمع الديمقراطي الذي تشكل فيه هذه المشاركة محورًا أساسيًا، من بين العناصر التي يسرت استشراف تطور المجتمع البحريني الذي يتسم بالحركية والتفتح والوعي والنضج.

الثالثة: ثبات السير على طريق الإصلاح. التأكيد السامي على ثبات السير على طريق الإصلاح، حيث إن "انطلاقة البحرين مستمرة ومتواصلة، ولا تفريط فيها، وسيظل واجب صونها أول الواجبات، وعلى رأس المسؤوليات للحفاظ على رفعتها وتقدمها كمملكة حامية للحقوق والحريات، وواحة أمن وأمان للعيش المشترك، ومنارة مشعة بالتسامح والانفتاح الحضاري". كما جاء في الكلمة السامية، وهي خلاصة مركزة تؤكد وضوح العزم على مواصلة السير على طريق الإصلاح، كأحد أهم مصادر الاستقرار السياسي والاجتماعي، بحيث يبدو المجتمع أكثر استعدادًا لتقبل البناء الديمقراطي وأشد حرصًا على تكريسه ودعمه وحمايته، وبما يضمن أوفر حظوظ النجاح، حيث كان مصدره بالدرجة الأولى استجابة لنداء الواجب الوطني واستنهاض طاقة أبناء البحرين في البناء والتجديد، لذلك كان التغيير تمثلاً جديدًا للحاضر والمستقبل معًا، وهو لذلك لا يزال قادرًا على العطاء ومفرداته وعناصره الأساسية لا تزال حية وتحت التنفيذ بالرغم من التحديات.

كاتب وإعلامي بحريني