نعم الهجن يُقصد به إبل السباق (ضَرْبٌ من النُّوق خفيفُ الجسم سريعُ السير) والكلمة في أصلها مشتقة من الهِجانة وهي البياض، هي الأصالة والموروث الذي نفخر به، رياضة أصبحت حاليا من الرياضات العالمية المحببة للكثيرين، ومن أجلها أنشئت الميادين وخصصت جوائز فاقت الملايين، وقديماً كانت سباقات الهجن نشاطاً يجري من وقت إلى آخر هنا وهناك على نطاق فردي، وكانت محدودة فقط على القبيلة، والآن هذا التميز والاتساع ظهر لأنها رياضة أصيلة وموروث لتراثنا، حيث سعت قيادة المملكة العربية السعودية من خلالها إلى حفظ تراثنا والافتخار به؛ حيث إن إقامة مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن في شهر فبراير بمجموع جوائز أكثر من (70) مليون ريال عمل مميز يحمل الاسم الغالي على قلوبنا وأغلى الكؤوس. مهرجان خادم الحرمين الشريفين للهجن في دُرّة الميادين حيث الاحتفاء بالموروث وعام الإبل 2024 بمشاركة مجموعة كبيرة من ملاك الهجن من جميع أنحاء العالم، يؤكد حرص السعودية على هذه الرياضة ودعمها. ولا نغفل أن الهدف من اتحاد سباقات الهجن بالمملكة العربية السعودية هو إعطاء رياضة سباق الهجن المزيد من الترتيب والرعاية لامتدادها لتراثها الأصيل وانتفاعاً بفوائدها الاقتصادية والاجتماعية التي تنعكس على أبناء الوطن العربي. وتوحيد إجراءات هذه الرياضة بمختلف مناطق السباق في تلك الدول وممارستها وفقاً لأسس تنظيمية ملائمة تنسجم مع الأصول المراعاة محلياً وخارجياً، فقديماً كان عدد الهجن المشاركة في السباقات وتصنيفاتها وأعمارها لا يراعى، فلا يفرق بين الصغير والكبير، ويجري الخلط بين الصغير والكبير، لكن الآن هناك معايير يُهتم بها، فالعمر هو المعيار الرئيسي الذي تحدد على أساسه أطوال السباقات وعدد الأشواط التي يشتمل عليها كل سباق. وهذا إن دل فإنما يدل على تميز الرياضة بقيادة وزيرها الشغوف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة السعودية ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، حيث يُقدم الشكر ونحن معه بذلك الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لموافقته الكريمة على إقامة المهرجان في نسخته الأولى.
إقامة هذا المهرجان الكبير امتداد لما يحظى به القطاع الرياضي في بلادنا من دعم قوي؛ حيث لفت الأنظار، وهو دعم مميز وغير محدود من القيادة الرشيدة، لاسيما رياضة الآباء والأجداد، في ظل النهضة الرياضية الشاملة والمميزة التي تشهدها السعودية، وفق رؤية مميزة طموحة تهدف للسمو، وخطط استراتيجية ثابتة، تجعل كل مواطن سعودي وشغفه بالرياضة من أولوياتها، وهي رؤية سامية هادفة للسمو والرفعة. كلمات عبر بها وزيرنا الشغوف كانت هادفة، موضحة سمو هذه الرياضة وافتخاره بتلك القيادة، ونحن نقولها معه، ولا ننسى جهود صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للهجن، ووقوفه على رياضة الهجن وتميزها... لنقول للعالم هنا الأصالة هنا التراث الأصيل.
كاتبة سعودية