أصبح من الضروري أن يتم إدراج التربية الإعلامية ضمن المناهج المدرسية في جميع المراحل التعليمية بدون استثناء، لأن التربية الإعلامية ليست مجرد تعليم فحسب، بل هي مشروع دفاع هدفه حماية الطلاب من مخاطر الإعلام، وفي ذات الوقت أيضاً هي مشروع لتمكين الطلبة من فهم الثقافة الإعلامية وتعزيز قدراتهم الشخصية للمشاركة فيها بشكل مؤثر وفعال. فالإعلام في وضعنا الراهن بات يحتل جزءا أساسيا في الحياة اليومية عند جميع أفراد المجتمع باختلاف أعمارهم، خصوصاً مع الانتشار الواسع لبرامج التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الجميع في هواتفهم المتنقلة. وهنا يكمن الخطر حين يترك الأطفال والمراهقون يخوضون غمار برامج الاتصال دون توعية وإرشاد، لذلك أصبح لزاماً تضمين التربية الإعلامية في المناهج، والتي من خلالها يتعرف الطالب على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي بشكل صحيح، وكيف يتحرى الدقة في النشر ويتأكد من مصادر الأخبار والمعلومات المنقولة، ويكون فعالاً في صناعة المحتوى النافع المفيد الذي يساهم في إصلاح وتطوير المجتمع، ويمتلك الحرص على المحافظة على المعلومات والأمور الخاصة وعدم إفشائها، ويكون ملما بأهم القوانين المتعلقة بالإعلام والنشر والجرائم الإلكترونية.
لذلك فإن تدريس التربية الإعلامية له نتائج إيجابية كبيرة في المجتمع في مقدمتها خلق جيل واع مثقف محافظ على قيمه ومبادئه يصعب اختراقه أو انحرافه. كما تؤدي إلى انخفاض نسبة المشاكل السلوكية في المجتمع. وتساعد بشكل فاعل في تطوير التنمية الشخصية التي على إثرها تساهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي عند الطلبة. فغرس الثقافة الإعلامية يعزز المواطنة الصالحة ويعمل على حفظ استقرار الأمن المجتمعي.
لهذا نتمنى من وزارة التربية والتعليم العمل على سرعة تضمين التربية الإعلامية في المناهج المدرسية والاستفادة من تجارب الدول التي نفذت برامج التربية الإعلامية وأقرتها ضمن المناهج التعلمية في مدارسها.

كاتب بحريني