العدد 5595
الخميس 08 فبراير 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
مخاوف من “انقراض الإنسان”
الخميس 08 فبراير 2024

كثر الحديث عن التأثيرات الكارثية لأزمة المناخ العالمية على حياة الأرض ومن فيها، والتي من تداعياتها الخطيرة القضاء على العديد من أصناف الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، حيث تشير التقارير في هذا السياق إلى أن “أكثر من 41 ألف نوع من الحيوانات مهددة بالانقراض.. وأن أكثر من 69 % من الحياة البرية تقلصت بشكل دراماتيكي خلال الخمسين سنة الماضية، وهي في طريقها إلى المزيد من التدهور الكارثي”، وتستعرض التقارير المخاطر التي تنذر بانقراض “وحيد القرن، والنمور، وأنواع من الثعالب والكلاب والخنازير والدلافين والببغاوات والطيور والأفيال والصقور والنسور، والسلاحف البرية والبحرية وأنواع من الحشـرات...”، إلى آخر تقارير الأحزان حول هذا الانقراض.. لكن لا أحد يتحدث تقريبا بشكل جدي عن احتمالات انقراض الإنسان نفسه، في ظل التغيرات المناخية الهائلة والأمراض والأوبئة والجوائح الفيروسية الواقعية والمحتملة، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تجعله أكثر المهددين بالهلاك والانقراض.
ولا نتحدث هنا عن توقعات الدراسات المستقبلية التي تشير إلى احتمالات الانقراض الجماعي للأرض وما عليها بعد 250 مليون سنة، على شاكلة الانقراض الجماعي للديناصورات قبل ملايين السنين، بل نتحدث عن الاحتمالات القريبة في التاريخ نتيجة ارتفاع نسب التلوث وارتفاع درجات الحرارة بمستوى غير مسبوق، والزلازل والجوائح، وازدياد احتمالات اندلاع الحروب والمواجهات النووية القادرة على الفتك بالإنسان وجميع ما في الأرض من مصادر للحياة. فضلا عن احتمال استخدام الآلاف من أسلحة الدمار الشامل الأخرى التي ليست أقل فتكا، وتلك احتمالات جدية وقائمة كل يوم تقريبا، كما أن الفقر والعوز اللذين يعيشهما الملايين من البشـر يزدادان بشكل مرعب ويتسببان في الموت البطيء لجميع من يقع في براثن الفقر المدقع، حيث تشير توقعات البنك الدولي على سبيل المثال إلى أن “أكثر من 136 مليونا من البشـر معرضون للموت فقرا وجوعا ومرضا بحلول عام 2030م”. فإذا جمعنا كل ما تقدم في سياق واحد يتضح أن الوضع الإنساني يجب أن يقلق البشر كما وضع الأرض وما عليها، وبشكل جدي، ويدعو إلى العمل على إنقاذ فرص الحياة للأجيال القادمة قبل فوات الأوان.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية