لم تعد جرائم السرقة - خصوصاً سرقة السيارات - حالات استثنائية أو شاذة، بل هي حوادث كثيرة وثقتها الكاميرات لسنوات طويلة، ولا تزال تتكرر يومًا بعد يوم، بسبب إهمالنا الشديد حتى لأبسط إجراءات الأمن، كغلق السيارة قبل تركها.
في الأسبوع الماضي اكتسح مقطع فيديو من إحدى مناطق البحرين لمطاردة لص سرق سيارة تركها صاحبها في وضعية التشغيل، ما أشعل شرارة هذه المشكلة التي وُثقت توثيقا واضحا وكاملا، فهل سنتعظ من هذا الموقف ونتعلم منه هذه المرة؟ أم سنقوم بترك السيارة في وضعية التشغيل عند دخول محل تجاري، أو دخول المنزل بحجة الرجوع السريع، وأن ذلك لن يستغرق سوى ثوان فقط؟ الأخطر أن يكون هناك أطفال داخل السيارة عند تركها في وضعية التشغيل، فلك أن تتخيل أن يسرق اللص السيارة وأطفالك أو أهلك داخلها، فالاحتياط واجب، حتى أن بعض الدول قامت مؤخرًا بفرض غرامات مالية كبيرة على كل شخص يترك السيارة في وضعية التشغيل دون أن يكون داخلها؛ كون ذلك يؤدي إلى حدوث جرائم سرقة تستنزف جهود الأمن في التعامل معها، خصوصًا مع السهولة الكبيرة لهذه الجريمة، جراء هذا الاستهتار، فكلُّ ما هو مطلوب من هذا اللص: ركوب هذه السيارة وسرعة مغادرة المكان، ثم تبدأ بعدها الأعباء الشاقة على الأجهزة الأمنية في مهمة التفتيش والبحث عن السارق والسيارة، وليس هذا فحسب، فبعض اللصوص قد يقوم باستخدام هذه السيارة في ارتكاب العديد من جرائم السطو والسرقة وغيرها، ما يؤدي إلى تبعات أمنية كبيرة كان بالإمكان تجنبها لو أن صاحب السيارة أغلقها قبل مغادرته. 
إننا بحاجة لحملة تثقيفية واسعة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، واحذر عزيزي أن تكون مشاركا في جريمة لم ترتكبها.
* كاتب بحريني