العدد 5574
الخميس 18 يناير 2024
banner
والخافي ربما أعظم!
الخميس 18 يناير 2024

اقشعر بدن كل من قرأ خبر حادثة اعتداء مدرس جنسيًا على سبعة من طلبته، طلبة الصف الأول الابتدائي! وأرعب الخبر كل الأهالي الذين بدأت الأوهام والوساوس تستحل عقولهم. هل تعرض أبناؤنا لشيء من هذا القبيل ولم ينبسوا بكلمة؟ هل هناك ذئاب أخرى في المدارس لبسوا لبوس المدرسين الآباء وأخذوا ينهشون في أبدان أطفالنا الذين لا يعرفون ما الذي يتعرضون له على يد من يطلب أهاليهم منهم احترامهم وتبجيلهم وعدم مخالفة أوامرهم؟
تلميذ الصف الأول الابتدائي، والذي حتمًا ببراءة سرد لوالدته ما أقدم عليه مدرسه، بعد أن كافأه بمرافقة خاصة خارج ساعات الدوام المدرسي، كشف الوجه القبيح لهذا التربوي، وساهم في الكشف عن سلسلة من جرائمه، والتي ربما كان الخافي منها أعظم، وكشف عن قضية من أهم القضايا التي تحدث في حرم المدارس التي يأتمن الأهالي فيها على أبنائهم، ظنًا منهم أنها مقدسة ولا يمكن أن تحدث فيها الفواحش! الحقيقة التي لا يمكن نكرانها، أن قضايا التحرشات الجنسية في المدارس سواء من مدرسين وعاملين على الطلبة، أو من الطلبة الأكبر سنًا أو الأكبر بنية جسمية على الأصغر موجودة، لكنها تُخفى تحت السجاد، ويمنع الحديث عنها، وقد ينكرها البعض ويكذبها، رغم أن إعلانها وفضح مرتكبيها مهم للغاية، للتحذير والتوعية من جهة، ولردع كل من تسول له نفسه التجرؤ على أعراض الأطفال من جهة أخرى.
عملية تثقيف الأطفال جنسيًا، تبدأ من الأهل في سنوات عمرهم الأولى، عبر تحذيرهم من أي غريب قد يقترب منهم، أو يلمس أجسادهم، أو يطلب منهم خلع ملابسهم. تثقيف بطرق مبسطة ومحببة للطفل وسهلة الاستيعاب. ليأتي دور الروضات في التأكيد على مثل هذه المعلومات، والتي هي اليوم من أهم ما يجب أن يثقف الطفل فيها، ليكون قادرًا على حماية نفسه، ولو بالصراخ المتتالي وبصوت مرتفع يرعب من يقترب منه، والوقت حان ليدرس مقرر الثقافة الجنسية للأطفال في الصف الأول، كأهم وأول مقرر يُدرس لهم.

ياسمينة: العقوبة لابد أن تكون مغلظة بحجم جريمته الشنعاء.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية