العدد 5567
الخميس 11 يناير 2024
banner
“بنات الناس مو لعبة”
الخميس 11 يناير 2024

قرار اختيار شريكة حياتك من بلد آخر غير بلدك هو قرارك، والذي عليك أن تتحمل مسؤوليته من الجوانب كافة. أن تتأقلم مع إنسانة قد لا تشبهك ولا تشبهها في العادات والتقاليد ولا أسلوب الحياة ولا حتى القناعات والمبادئ، أن تحترم أنها قبلت أن تترك أسرتها وأصدقاءها وأحباءها وكل حياتها لتأتي لبلدك، لتبدأ حياة أخرى معك، وتؤسس أسرة وتنجب منك. أتكلم عن تلك المرأة المحترمة، السوية التي لم تقدم على الارتباط برجل من غير بلدها - وهي التي لا تعرف عن بلده وأهله شيئاً - إلا لأنها وثقت بك، ووجدتك رجلاً تطمئن له، وحلمت بحياة مستقرة معه، معتقدة أنها ستكون أجمل! خصوصاً اللواتي ينحدرن من بلدان فقيرة إن لم تكن معدمة.
تلك الغريبة، عليك أن لا تظلمها، أن لا تبخس حقها، وأن لا تستغل وحدتها، وتتجرأ عليها بالضرب والإهانات، والحرمان من أقل حقوقها، فقط لأنها تفقد السند والظهر والعزوة! ماذا يعني أن تُحرم زوجة وابنها من الأكل، ويتصدق عليها الجيران بفاكهة أو وجبة عشاء! لأن زوجها البحريني المقتدر لا يوفرها لها؟ ماذا يعني أن تُضرب مرات ومرات على يد زوجها وأمام أهله الذين لا يردعون ابنهم عن ظلم امرأة ضعيفة، غريبة، لا تعرف حتى لغتهم، ولكنها تدرك من نبرة أصواتهم أنهم يسبونها وينعتونها بنعوت غير لائقة! “ترى بنات الناس مو لعبة”، وتلك الغريبة لها حقوق كما لأية زوجة أخرى لو اقترنت بها من بنات بلدك. بل ربما لها حقوق أكثر كذلك، باعتبارها - مقطوعة من شجرة في بلدك - وكونك أنت الإنسان الوحيد الذي تعرفه في هذا البلد. الخلافات الزوجية واردة بين جميع الأزواج بغض النظر عن جنسياتهم، وكذلك الطلاق وارد بينهم، ولا يعني هذا ولا ذاك أن تجردها من حقوقها، وتجعلها تتخبط هنا وهناك، تبحث عن من ينقذها من ظلم زوجها وأب أبنائها! فهي غريبة لا تعرف قوانين هذا البلد، ولا تعرف إلى من تلجأ ولا حتى كيف ترجع إلى أهلها وبلدها.

ياسمينة: اتقوا الله في بنات الناس.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .