تطفح مواقع التواصل الاجتماعي بأفكار جديدة، كثير منها فاشل وساقط في جوانبه الحياتية، وحتى الدينية والاجتماعية، والهدف الإثارة والتشويق، وتوليد المشاعر لزيادة التفاعل والمتابعين، وبالتالي ترشيح الخوارزميات تلك الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وجني المزيد من الأرباح لارتفاع نسب المشاهدات، فبعضهم ينشر التفاهات ومثيرات الغرائز، وهي حسابات مفروغ منها، لكن المؤسف أن تكون هناك حسابات تَوَسَّمَ الناس فيها الخير، فإذا بها تتحول إلى هذا النوع من الإثارة وممارسة هذه الاستراتيجيات.

قبل أيام خرج أحدهم في فيديو له يبشر بالزواج من دولة أجنبية تختلف معنا في العادات والتقاليد، فقط لأن التكاليف زهيدة جدًا، فكل ما سيكلفك هذا الزواج هو دينار، ويعدك أيضا بالحصول على عوائد مالية كبيرة مقابل كثافة التفريخ والإنتاج من هذه الزوجة، بل إنك ستحصل على إعفاءات ومزايا إضافية، وقد أهمل هذا المتحدث حقيقة أن الزواج يجب أن يكون فيه تقارب كبير في الأفكار والعادات والتقاليد، خصوصًا أن الزواج ستنتج عنه أجيال يجب أن تكون قادرة على تحقيق التمثيل المناسب لهذا المجتمع، ومن جانب آخر، نجد أحد كبار المؤثرين يستعرض في فيديو له عبادة الأشجار، ويتنسك في دولة غالبية شعبها لا دينيين ولا يؤمنون بالخالق، ونادرا ما يكون فيها أتباع للديانات السماوية أصلا، وما الذي يبقى لنا حينها من دين وخصوصية نحن المسلمون؟! أين الإحساس بالمسؤولية تجاه المتابعين - وهم بالملايين - خصوصًا صغار السن حين تمزج السم بالعسل؟!

بل إن المنصة قامت بوضع تحذير على هذا الفيديو. انتقادات كثيرة وجّهت لهذا المشهور، وانتشرت عشرات المقاطع توضح مدى خطورة هذه الأفعال على المسلم، وقد استجاب، ولكن بحظر إمكانية التعليق على الفيديو! إن هذا ليس تجريبا، بل تخريب، فهل يصح أن يركع المسلم للشجر أو الكاهن بحجة التجربة؟ جرب ما تشاء، ولكن بعيدا عن ثوابت المجتمع.
كاتب بحريني