يموت والد حسين في المستشفى بعد تعرضه لإهمال طبي أودى بحياته في “شربت ميه”. حسين بعدما مُلئ قلبه ألما، وهو يشاهد والده يودع الحياة على يدي والدته الثكلى، قرر أن ينتقم من الأطباء، فعمل على تشكيل عصابة مع صديقه فاروق، لسرقة سيارات الأطباء، ومن ثم بيعها في السوق السوداء.

وفي خضم حرب الانتقام التي يشنها حسين وصديقه فاروق على الأطباء، حدث ما لم يكن متوقعا على الإطلاق، فقد تفاجأ حسين أن السيارة التي حاول سرقتها يوجد بداخلها رجل في المقعد الخلفي انقض عليه ليوقفه، وبعد أن دار بينهما صراع، انتهى بسقوط الرجل الغريب في الشارع ليواجه مصيره المجهول.

اعتصر قلب حسين بالندم على الحادثة، وحاول التعرف على مصير الرجل المسكين، حتى اكتشف لاحقا أنه بقي على قيد الحياة واسمه توفيق، وهو سائق الطبيب الذي سرق حسين سيارته، ولكنه تعرض للشلل جراء حادثة السرقة. وشاءت الظروف أن يتعلق حسين بابنة السائق ياسمين، ويوم قرر خطبتها ووصل في الموعد لمنزل ياسمين، وإذا بوالدها قد تعرف عليه واتضح له أن حسين هو اللص الذي حاول سرقة السيارة وتسبب له بعاهته المستديمة.
إ

نها أحداث مشوقة من الفيلم المصري “لن أغفر أبدا”، والذي يمضي اليوم على إنتاجه 42 سنة بتاريخ 28 ديسمبر العام 1981، ولست أعلم إن كانت مصادفة أو عن قصد من المنتج، عرض الفيلم في نهاية السنة ليشكل صدمة إيجابية للمشاهد على أمل أن يتفكر في العواقب الوخيمة من مشاعر الانتقام، التي يتوجب عليه أن ينفضها من قلبه، وأن يفتح النوافذ والأبواب لتدخل رياح السكينة والسلام إلى أعماقه.

وفي الواقع قدمت المجموعة اللامعة من النجوم فيلما يستحق المشاهدة في سهرة رأس السنة؛ يحمل في طياته موعظة للواقعين ضحية عدم تقبل الحقيقة والتعامل معها بواقعية، ولست أعلم كيف اعترض الفيلم طريقي في اليوم الذي تلقيت فيه اتصالا من عضو سابق في مجلس إدارة نادي الحد وملؤه الغيرة على الكيان الذي تضربه عاصفة من الاستقالات في مجلس الإدارة!!

ومهما تكن دوافع هذه الاستقالات الجماعية في نادي الحد، إلا أنها بحاجة إلى إعادة نظر، فهي لن تحل المشكلة وإنما ستعمقها أكثر، فما لم تتصاف النفوس بين أبناء النادي فلن تنتهي المشاكل، ونصيحتي الأولى والأخيرة إلى الحداوية أن ضعوا الكيان نصب أعينكم قبل أن يزداد الوضع سوءا، فلن يتأثر سوى ما اختلفتم من أجله وهو النادي.