بعد دقائق معدودة من انتشار خبر وفاة أمير دولة الكويت الشقيقة سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - وجدنا تفاعلا واسعا في التعازي والمواساة في وفاة الراحل الكبير، وما أكثر الدعوات الصادقة التي ارتفعت له بالمغفرة والرحمة والرضوان، والتي ملأت الفضاء الإلكتروني، مقرونة بصور ومقاطع مختلفة، وثقت للراحل حنوه وبشاشته وتواضعه ومآثره، فهو الذي أمضى نحوا من ستين عاما في خدمة بلاده وشعبه، انتهت بتقلده الحكم في سبتمبر عام ٢٠٢٠م خلفا لأخيه أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
ولقد ذكرني هذا الحزن الذي خيم على الجميع بمشهدين لن أنساهما، الأول: يوم وفاة الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه - في السادس من مارس عام ١٩٩٩م، حيث كنت حاضرا جنازته، وشهدت كيف امتلأت بالحشود الغفيرة من المشيعين، والذين كانوا ما بين متأثر، وباك، ومسترجع، والثاني: يوم وفاة سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه - في الحادي عشر من نوفمبر عام ٢٠٢٠م، حيث ضجت مواقع التواصل بالدعوات ومظاهر الحزن وصور المغفور له مع مختلف فئات الشعب، وشتى المناسبات.
مثل هذه المشاهد كثيرة وغير مستغربة على أهل الخليج الذين لطالما جسدوا التلاحم والتواد ووحدة الصف والدعوات والذكر الحسن المتبادل بين الحكام وشعوبهم الوفية في جميع الظروف، وانظر إلى أثر من آثار ذلك، وهو هذا الانتقال السلس للحكم، والذي قل نظيره خارج هذا الخليج العربي. رحم الله الراحل الكبير، وأحسن عزاء جميع محبيه، وأدام المحبة والألفة بين حكامنا وشعوبهم.
* كاتب بحريني