كان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) بحكمته وحنكته يرى أن طريق الإنسانية كلها يمر في القضية العربية، وكانت لديه رؤية ثاقبة وصائبة للأحداث المتسارعة في الساحة العالمية.
بينما كنت أعمل على فهرسة وتنسيق المفكرات التي كتبتها في مجلس سموه (طيب الله ثراه)، والتي تعود إلى سنوات طويلة بعضها إلى العام 2004، وقعت عيناي على جملة يمكن القول بغير مبالغة إنها أعظم من كل كتب التثقيف وإيقاظ الوعي وتحريك النفوس وهي: “الأمة العربية والإسلامية قوية، ولذلك فهي مستهدفة، وليس كل واحد يمد يده إليك يريد لك الخير”.
 نعم.. هذا ما أدركه سموه طيب الله ثراه بالنظر الثاقب والتحليل الدقيق، وخير شاهد إيقاع المؤامرات وأخبث السياسات التي تمارس على الساحة الدولية ضد الأمة العربية والإسلامية، والسقوط الأخلاقي لمن صافحناه ومددنا يدنا إليه.. انظروا ما يحدث في غزة اليوم والبرامج السياسية التي رسمها الغرب بمختلف الأساليب، انظروا إلى الإعداد والاستعداد للقضاء على المفاهيم الإسلامية والاستكبار الغربي الطامح بتوسيع نفوذه وسيطرته على شعوب العالم، انظروا إلى العملاء الداخلين المأجورين الذي يمشون معنا كالأصدقاء في الظاهر، لكنهم في الباطن يضمرون لنا الشرور.
أعداء الأمة العربية والإسلامية يريدون تحويلنا إلى مخلوقات كاذبة، مطيعة غافلة، وقد بدأ هجومهم المنظم فعليا من جميع الجهات، ورغم الإمكانات المتاحة والذخائر الكبرى التي نملكها، إلا أننا ما نزال نثق فيهم وفي خطاباتهم وبياناتهم. كل عربي ومسلم هو اليوم تحت مجهر الأعداء لغاية الحصول على مرادهم وتلبية رغباتهم.
رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، الذي كان يرى العالم كتابا مفتوحا، وكل ما علينا نحن العرب والمسلمين المعاينة والمشاهدة؛ تحسبا واستعدادا لهبوب الريح، واليقظة لمن يريد تهديد أمننا واستقرارنا.
إن الأمة العربية والإسلامية بحاجة ملحة إلى التحصيل والاستزادة من رؤى وحكم سموه طيب الله ثراه، خصوصا في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها.
* كاتب بحريني