العدد 5521
الأحد 26 نوفمبر 2023
banner
حفلات التخرج... ظاهرة حضارية
الأحد 26 نوفمبر 2023

ظاهرة حضارية تلك التي تتسم بها حفلات التخرج في جامعات مملكة البحرين، تجمع علمي مرة واحدة كل سنة، وتظاهرة مجتمعية تصب في دائرة اهتمامات الناس من طلبة خريجين وأساتذة أكاديميين، وأولياء أمور، وأصدقاء وأقارب من كل حدب وكل صوب.
وها نحن اليوم نقترب بخطى متسارعة من تخريج الفوج الثامن عشر لطلبة وطالبات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الجامعة الأهلية، وذلك يوم الأحد المقبل بعون الله وتوفيقه، ما يعكس المركز العلمي والتنويري الإقليمي للبحرين وسط شقيقاتها في المنطقة.
ولعل في تلك التظاهرة السنوية التي تشهد تجمعًا كبيرًا يضم مختلف فئات المجتمع، ومختلف أطياف المنظومة التعليمية ما يثير في النفس، نفس الشجن الدوري الذي تلتقي فيه الأحلام مع الطموحات، وسهر الليالي مع تحقيق الأماني، والتحصيل العلمي المفعم بالبحث والدراسة واكتشاف كل ما هو جديد، بحقيقة الإنجاز وسرعة التعاطي مع احتياجات المجتمع وقضاياه المتشابكة.
يوم الأحد المقبل تقف الجامعة الأهلية من خلال طلابها الخريجين وأساتذتها أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية على منصة التتويج المباركة؛ لكي يتسلم الخريجون شهادات تخرجهم، ودروع تفوقهم، وإشارات مرورهم بين مرحلتين، الأولى: الانتهاء من زمن والدخول في زمن جديد، الثانية: إما إلى سوق العمل وإما إلى مرحلة دراسية أكثر تقدمًا، أو كلتيهما.
في جميع الأحوال لابد أن يكون حفل التخرج احتفاءً بجيل جديد نزفه إلى المستقبل السعيد، وإلى حياة أخرى مفعمة بالتألق والحضور والمشاركة المجتمعية في مختلف قضايا الوطن وحاجاته المتعاظمة، ونمائه المستدام وازدهاره المتنامي.
ليلة لن تنسى مثلما هو الحال في الليالي الماضية التي نتمتع فيها بجيل يغادر، لنستقبل أجيالاً أخرى قادمة، بخريج يفرح وأساتذة يرحبون وأهالي يتمنون كل توفيق لأبنائهم الخريجين والخريجات.
مظهر حضاري.. نعم، بل تظاهرة علمية أيضًا؛ ذلك أن ما يمكن أن يحققه طلابنا قبل تخرجهم لابد وأن يمر بمختلف مراحل الدراسات التي تضيف للمنظومة التعليمية والعلمية في المملكة إما بحثًا جديدًا، أو كشفًا ضروريًا، أو تجربة معملية، كل ذلك يصب في اتجاه القيمة المضافة للحركة التعليمية من ناحية، والوفاء بحاجات الوطن من ناحية أخرى.
لقد مررنا خلال الأفواج السبعة عشر الماضية التي تخرج فيها آلاف الطلبة البحرينيين والوافدين من جامعتنا الأهلية، بلحظات سعادة لم يسبق لها مثيل، ونحمد الله ونشكر فضله أننا نراهم اليوم وهم يتقلدون أعلى المناصب في مواقع العمل المهمة داخل البحرين وخارجها.
وما يثلج الصدر، أن هؤلاء الخريجين يفتخرون بأنهم درسوا وتعلموا وتخرجوا من الجامعة الأهلية، وأنهم في مراحل دراستهم استمتعوا بوسائل التعليم والتعلم، واكتسبوا خبرة عملية عبر ربط النظرية بالتطبيق، أهلتهم بالفعل وأعدتهم لكي تستقبلهم أسواق العمل وهم في منتهى الاستيعاب لمقتضيات هذه الأسواق، وخصوصيتها الفائقة، ودورها الذي تلعبه من أجل أن يكون لدينا اقتصاد متنام، ومعاملات منجزة، ووطن لكل أبنائه.
احتفالات التخرج... ظاهرة حضارية، ومظهر عصري لابد من مراعاة أدق خصوصياته وأهم ملامحه، وضرورة المواكبة معه؛ من أجل مستقبل أكثر إشراقًا وحياة أكثر تقدمًا، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .