+A
A-

تركي الفيصل: الحرب في غزة نقطة تحول للبحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية

قال رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل بن عبدالعزيز للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود إن الحرب الأخيرة الجارية في غزة هي نقطة تحول للبحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية والتصدي إلى النزاع الذي طال أمده من خلال التهديدات النووية الإسرائيلية، كما تؤكد الحرب الجارية ازدواجية في المعايير لمن يطالب النظام الدولي بحقوق الإنسان ومعايير أخرى، كما أن الحرب الجارية في غزة هي إشارة إلى الفشل الدبلوماسي والسياسي للأسرة الدولية، والمسؤولية اليوم تلقى على عاتق الجميع لإيجاد حل حقيقي بعيداً عن استمرار الفشل.
وأضاف أن الرأي العام عبر العالم بات أكثر وعياً لأحقية القضية الفلسطينية واستمرار إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية في ظل وجود أوهام أميركية أوروبية تروج إلى فكرة تحسين حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وقال: منذ العام 1948 في كل مرة تظهر أزمة ويتم الحديث عن ضرورة إيجاد حلول جذرية، وجميع الأحاديث والحوارات لم تتحول إلى مبادرات ملموسة، في ظل وجود الكثير من مبادرات للسلام والبيانات والإعلانات وقرارات مجلس الأمن، ولسوء الحظ كافة المبادرات تتوقف بسبب الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل، والسلام بات هدفاً بعيد المنال، أما النزاع الفلسطيني الإسرائيلي فله تاريخ طويل عبر شن الهجمات على الفلسطينيين، والعالم شهد اليوم على الفشل في وقف الاعتداءات على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتابع الفيصل: لتحقيق السلام في المنطقة يجب العمل على تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن مسألة الحرب، كما حصل في دول أخرى مثل العراق وبلدان أخرى، لافتاً إلى أهمية تطبيق معايير مبادرة السلام العربية، ولسوء الحظ إن إسرائيل مازالت مستمرة في عدم النظر إلى خيارات السلام، وهناك مخاوف من شن حرب تالية على أراضٍ فلسطينية أخرى غير غزة.


إلى ذلك، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الحرب الخامسة بين إسرائيل وحماس على أراضي غزة هي حرب على غرار سابقاتها ولابد أن تصل إلى ختامها، كما أن الحروب تنتهي باستسلام غير مشروط من قبل أحد الطرفين أو بتسوية من قبل المتنازعين، والحرب الجارية في قطاع غزة، يحاول من خلالها الطرف الإسرائيلي تطبيق الاستسلام غير المشروط، ولكن من الصعب أن يحصل ذلك.
وأشار أبو الغيط إلى وجود مبادرات جديدة للسلام الإقليمي، وفي العام 2002 تم تقديم عرض إلى إسرائيل وهو عبارة عن مقترح من جامعة الدول العربية بشأن مبادرة السلام العربية، وقوام العرض “الأرض مقابل السلام والأمن للطرفين”.
وقال إن اليمين المتطرف الإسرائيلي يعرقل الجهود الداعية إلى السلام، وتسعى إسرائيل إلى الاستيلاء على كامل فلسطين، ونحن اليوم أمام شعبين في مساحة تمتد من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، ولسوء الحظ إن الوضع الحالي ما هو إلا استمرار إلى الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو الغيط إلى أن الحرب الدائرة في غزة ليست مرتبطة بهجوم 7 أكتوبر الماضي، هي نتيجة إرهاصات بدأت منذ السبعينات، داعياً في الوقت ذاته الطبقة السياسية الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي إلى أهمية فهم التعايش مع الفلسطينيين جنباً بجنب، وإلا ستتكرر الحروب أعمال العنف بين الجانبين.
وشهدت جلسة المبادرات الجديدة للسلام الإقليمي على هامش جلسات حوار المنامة، مناقشة عامة عن أهمية وقف التهديدات التي تهدد أمن الدول ومنطقة الشرق الأوسط، والدعوة إلى وقف الحرب الجارية في قطاع غزة، والبحث عن مبادرات جديدة يمكن من خلالها تحقيق السلام الشامل، وحل الدوليتين بين فلسطين والجانب الإسرائيلي.