العدد 5511
الخميس 16 نوفمبر 2023
banner
نوابغ البحرين
الخميس 16 نوفمبر 2023

وافقت الحكومة المصرية مؤخراً على إلحاق طالب في المرحلة الابتدائية للدراسة في كلية العلوم بالجامعة، مؤكدة عدم حاجته للمرور بالمراحل التعليمية الأخرى. وزارة التربية وجدت أنه طالب متفوق ومتميز، ولتحفيز المهارات والقدرات الخاصة، ارتأت إلحاقه بالجامعة بعد إنهائه الصف السادس الابتدائي مباشرة، وذلك بعدما تجاوز كل اختبارات القدرات والمواد العلمية. وفوق ذلك، ستقدم الحكومة الرعاية الكاملة له ولأسرته حتى ينهي دراساته.
بلا شك، هناك من بيننا أطفال نوابغ، عباقرة، وجودهم بين الأطفال العاديين، وتدرجهم في الصفوف النظامية الـ 12 عاماً “مضيعة للوقت”. لا تخدمهم، بل تعطلهم من نهل العلوم الأكثر تقدماً، كان يمكن استثمار تلك السنوات في إظهار أقصى ما يملكون من قدرات تميزهم وتجعلهم متفردين لا يشبهون باقي أقرانهم، خصوصاً إن كان هؤلاء العباقرة من أسرٍ بسيطة ومتواضعة فكرياً وثقافياً، لا يمكنها أن تدعمهم أو تطور قدراتهم وعلى وجه الخصوص إن كانوا من أسرٍ فقيرة أو متوسطة الحال. وعملية انتقاء هؤلاء العباقرة، والعمل على صقل تلك الهبة الربانية التي خصهم بها الله، والعمل على تطويرها لن يخدم فقط هذا الطالب بقدر ما سيخدم البلد، فمثل هذه الطاقات المتميزة يمكن الاستفادة منها مستقبلاً في الكثير من العلوم، وعلى أيديهم تظهر الاختراعات والابتكارات التي تبوء المملكة مراكز متقدمة بين الدول التي تبهرنا بعقول مواطنيها، رغم أننا ربما نملك ذات العقول -وربما أكثر تميزاً منها - ولكنها مغمورة لا تجد من يكتشفها ويدعمها أو يأخذ بيدها.
مركز رعاية الطلبة الموهوبين التابع لوزارة التربية والتعليم، له محاولات مشكورة في التعرف على بعض هؤلاء، لكن للأسف لا يرتقي إلى ما نأمل منه، وطموحنا أكثر من ذلك بكثير. والوقت حان - رغم تأخره حقيقة - لإنشاء مشروع وطني للكشف عن العباقرة من الأطفال والنوابغ منهم، والعمل بجهد جهيد لتبنيهم علمياً، عبر تطوير تلك القدرات المتميزة، ودعمهم نفسياً ومادياً لبلوغ ما نصبوا إليه، والعمل عليهم كما لو كانوا مشاريع مستقبلية لتطور ونمو المملكة، لأنهم فعلاً مشاريع بشرية تستحق العناء.


ياسمينة: التفتوا، فلربما بينكم عبقري يستحق الدعم.


كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية