للمعلم دور كبير ومؤثر في أية خطة تعليم بأي مجتمع كان، لذلك يجب على المدرس الالتزام بالقيم والمبادئ الأساسية التي تتفق وقيم المجتمع الذي ينتمي إليه، واحترام شخصية التلميذ من أهم المبادئ، ومعنى هذا توفير فرصة تعليمية تتميز بالعمق والتذوق والتوجيه، وكلها عوامل تؤثر على ما يكونه من استجابات وقيم تمكن التلميذ من ضبط سلوكه والتحكم فيه، ومعنى هذا أن يهدف المعلم إلى تنمية روح المسؤولية والمبادرة والقدرة على توجيه الذات والنشاط القائم على التفكير والمثابرة، باعتباره من مبادئ العمل الصحيح والمجال السليم لبناء شخصية التلميذ.
(زجر، استهزاء، الحط من قدر الطالبات، انعدام العبارات التشجيعية المحفزة)، هل هذا أسلوب مقبول من مديرة مساعدة في إحدى المدارس الثانوية للبنات، وهل هذا ما يوصي به علماء الاجتماع والتربية أو الإطار المرجعي الذي يعود إليه المعلم؟
إن هذا الأسلوب الجاف مع الطالبات – كما وردنا في الصحافة – يخالف مهمة التربية القائمة على خلق الوسط الملائم لنمو مكونات الإنسان وقدراته واكتسابه المهارات المناسبة وفقا للقوانين العلمية، كما أنه يبني حاجزا بين المعلم والتلميذ بكل الجوانب والأبعاد، ويعطي دلالة واضحة على أن هناك بعض المعلمات اللاتي يحتجن إلى عملية تقويم فيما يتعلق بجوانب السلوك داخل الفصول، والأسلوب الذي يتبعنه في التعامل مع الطالبات، وكل هذه التساؤلات وغيرها يستطيع الموجه من خلالها أن يحدد مسار عمل المعلم في جميع الأحوال وصلته بالفصل والتأثير في مفاهيم التلاميذ.
التلميذ في المدرسة يجب أن يشعر بالأمان والاطمئنان والتشجيع الدائم، والألفة والصداقة، وليس الكلام الجارح المؤذي والتعالي، ونحن على يقين تام بأنها ظاهرة فردية ستلتفت إليها الجهة المعنية وستعالجها لكي تعود بعدها الحياة الهادئة التي تنساب في مجراها المعتاد.
* كاتب بحريني