لقد شهدت غزة طوال الفترة الماضية أهوالا وأحزانا لا توصف، هلك فيها آلاف من البشر، وتيتم آلاف من الأطفال، وترملت النساء، والعوامل التي تعرض السلام العالمي للخطر عديدة ومتنوعة، وقد عكست الكلمة السامية التي ألقاها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، نيابة عن سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، الرفض التام لارتكاب الأعمال العدوانية الجنونية ضد الشعب الفلسطيني وهضم حقوقه المشروعة، وكل أشكال الفوضى والتصعيد وخرق المواثيق الدولية، وبذل المزيد من الجهد من أجل السلام العادل والشامل والحق والخير للبشرية قاطبة.
يقول سموه حفظه الله ورعاه: “إن هذه الأوضاع المؤسفة، تحتم على المجتمع الدولي أن يتولى كل مسؤولياته، لإنفاذ قراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وبالمبادرة الفورية لاعتماد هدنة إنسانية تتوقف على إِثرها كل أشكال العنف والحصار لصالح الأبرياء، بعيداً عن سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري، مؤكدين في هذا السياق أن إنهاء الكارثة الإنسانية المؤلمة في قطاع غزة مرهون بوقف إطلاق النار فورا، كما نطالب بهذا الخصوص، بأن يتم تشكيل لجنة دولية طارئة ومستقلة للإشراف على تطبيق القرارات المتخذة لضمان توفير أعلى مستويات الحماية للشعب الفلسطيني، وبالتحقيق المحايد فيما حدث ويحدث من عنف متصاعد، ولمتابعة ملف الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين، وبرصد وتحديد حجم الخسائر الميدانية، تمهيداً لحشد الجهود لإعادة إعمار ما دمرته هذه الحرب”.
إن تشكيل اللجنة الدولية الطارئة والمستقلة له أهمية بالغة تساعد في نجاح القرارات وتطبيقها، في محيط الأحداث المتلاطمة، ونقطة التقاء وموضع ثقة في مختلف الظروف، ولابد من الانضباط والحسم والقدرة على اتخاذ القرارات حماية للشعب الفلسطيني الذي يباد من أرضه أمام العالم أجمع.
* كاتب بحريني