في المقابلة الشخصية سأل رئيس اللجنة المختصة يوسف، وهو أحد المتقدمين لشغل منصب مدير إدارة: من هو القائد الإداري الناجح والفاعل في رأيك؟ نظر يوسف إلى أعضاء اللجنة وأجاب قائلًا وبثقة: القائد الإداري الفاعل هو من يستطيع التأثير. توقف يوسف للحظات ليرى تأثير إجابته ثم تابع: أقصد بالتأثير عناصره الثلاثة: التأثير المعرفي والتأثير القيمي والتأثير الأخلاقي. ربما يشاركني أو يتفق معي بعض أعضاء هذه اللجنة الموقرة فيما قلته. 
تداخل أحد الأعضاء قائلًا: كلام نظري جميل. يبدو أنك كثير الاطلاع. سؤالي لك: كيف يمكن إسقاط ما ذكرته على الواقع؟ أقصد على بيئة العمل؟ أخذ يوسف نفسًا عميقًا ليرد بعده وبهدوئه وصوته المتزن قائلًا: شكرًا سيدي. أنا، ويمكن أن أقول نحن المشتغلين في مهنة الإدارة، نرى أن الاطلاع هو جزء أساس من عملنا، فهذا يساعدنا كما تعلم سيدي، على أن نعرف أين وصل الآخرون وأين نحن.
أما بالنسبة لسؤالك عن كيفية إسقاط ما ذكرته عن التأثير، فاسمح لي أن أذكر هذا الموقف، الذي يتحدث عن التأثير المعرفي للقائد الإداري على مرؤوسيه، وربما على زملائه في ذات المستوى الوظيفي.
كنت أعمل في بدايات اشتغالي بالعمل الإداري مع مسؤول، أستطيع أن ألقّبه بالمعلم. فقد تأثرت بعلمه الغزير وخبراته وتجاربه عبر ممارسته الإدارة. هذه المكونات ساهمت في بناء شخصية هذا المسؤول، التي امتازت بالحكمة والاتزان والتعامل مع المواقف المختلفة بمهنية، بعيدًا عن الانفعالية والسلوكيات السلبية. كان دائم الابتسام رغم صعوبة بعض المواقف. كان مستمعًا جيدًا. توقف يوسف مرة أخرى ليتابع قائلًا: أعتذر عن الإطالة، ولكني لا أستطيع أن أنسى هذه الشخصية التي تأثرت بها كثيرًا، وأجدها حاضرة ومرافقة لي. ما رأيك سيدي القارئ فيما قاله يوسف بشأن تأثير القائد الإداري؟