العدد 5506
السبت 11 نوفمبر 2023
banner
قمم الرياض... والقيادة السعودية
السبت 11 نوفمبر 2023

  كما هي عادتها دائمًا متصدرة لأي مشهد إقليمي وعالمي يهدف إلى السلم والخير والنماء والازدهار، واستشعارًا لمسؤوليتها تجاه الدول العربية والإفريقية والإسلامية، وحرصًا على مصالح شعوب هذه الدول ومن أجل نصرة قضاياها وفي الصدارة منها القضية الفلسطينية التي كانت وستظل مرتكزًا أساسيًّا لاستتباب الأمن والسلم في تلك المنطقة الإستراتيجية وفي العالم أجمع، وبعد أن استضافت الرياض قبل أيام قليلة القمة الخليجية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، تحتضن المملكة العربية السعودية الشقيقة أيضًا 3 قمم مهمة في 3 أيام متتالية وتتركز أعمالها وتهتم في مباحثاتها على سبل وقف الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية المتواصلة ووضع حد وبأقصى سرعة ممكنة لحمام الدم الفلسطيني النازف في قطاع غزة.
بدأت القمم أمس (الجمعة) مع القمة السعودية الإفريقية وبحثت المستجدات على الساحة الإقليمية خصوصاً تطورات الأحداث في غزة إلى جانب التعاون الاستثماري والتجاري، ولتجسد هذه القمة مدى الدعم السعودي لجهود إرساء دعائم الأمن والاستقرار، ودفع عجلة التنمية والاقتصاد في الدول الإفريقية.
ثاني القمم تنعقد اليوم (السبت) وهي قمة عربية طارئة لقادة وزعماء الدول العربية الـ22 والتي ينصب جهدها على وقف إطلاق النار المشتعلة في غزة، وتهدف للتوصل إلى موقف عربي موحد ومؤثر إزاء تلك الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي لا تراعي حسًّا إنسانيًّا ولا بُعدًا قانونيًّا ولا ضميرًا بشريًّا ولا رأيًا عالميًّا ضد قطاع غزة، قمة يرجى من خلالها تمكين العالم المتأهب والمتحفز لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية ووقف العنف والتصعيد في قطاع غزة، وإبقاء الفلسطينيين في منازلهم وبيوتهم والحيلولة بكل قوة دون تهجيرهم وإبعادهم عن وطنهم وتشريدهم.
وغدًا (الأحد) ستكون القمة الإسلامية الطارئة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بدعوة من المملكة العربية السعودية رئيسة القمة الحالية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة.
هذا الجهد الكبير والمعهود من المملكة العربية السعودية، وهذا النشاط السياسي والدبلوماسي الدؤوب الذي يتصاعد بقوة في أوقات الصراعات والنزاعات يجسد المعنى الحقيقي والعملي للقيادة والقيام بها على أكمل وجه بآليات فاعلة وتحركات واعية وقرارات حاسمة لتحقيق الأهداف المرجوة لدول وشعوب المنطقة والعالم وقفًا للحروب وتعزيزًا للأمن والسلم ودعمًا للتنمية والازدهار.
إن السعودية تعبر عن الضمير العربي والإفريقي والإسلامي وما ينتابه من غضب شديد وحزن وألم عميق على ما يحدث للأشقاء في قطاع غزة ويتعرضون له من كل صور الوحشية والتنكيل، وما يكنّه هذا الضمير من اهتمام وتقدير للقضية الفلسطينية وتطلع إلى حلها حلًّا عادلًا وشاملًا يعود بالخير على الجميع.
هذه هي السعودية بقوتها وإمكاناتها ومكانتها، حاضرة على الدوام في كل ما يفيد أشقاءها وأصدقاءها من تنمية ورخاء، وموجودة بصورة مركزية وفاعلة لرأب أي صدع عربي أو إسلامي، وقائدة للجهود والمبادرات الهادفة لتعزيز العمل العربي وكذلك الإسلامي المشترك على مستوياته ومجالاته كافة، وداعمة لما فيه صالح الأسرة الدولية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .