العدد 5486
الأحد 22 أكتوبر 2023
banner
الملك المعظم وإعلاء السلام
الأحد 22 أكتوبر 2023

مبادئ وركائز راسخة ومنطلقات قوية وأهداف سامية، تلك هي الفلسفة عميقة المعنى، بالغة الأثر لتحركات وزيارات ولقاءات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وجهود وإسهامات جلالته الفاعلة في كل دوائر السياسة الخارجية البحرينية، والتي تؤكد الحضور والتأثير البحريني القوي في محيطها الخليجي والعربي والإقليمي، بل وفي المجتمع الدولي، فما لبث جلالته أن انتهى من القمة الخليجية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) التي عقدت (الجمعة) بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، إلا وكان جلالته مشاركًا لرؤساء الدول العربية الشقيقة ومسؤولي دول العالم في أعمال القمة الإقليمية الدولية في جمهورية مصر العربية الشقيقة، حيث كان السلام هو العنوان الكبير لكلمة جلالته، والتي حملت في طياتها الكثير من المضامين المهمة التي حرص جلالته على تأكيدها، مستهلاً ذلك بإيقاظ العالم أجمع وتنبيهه إلى ما يجلبه السلام من خير للبشرية كلها، حينما ذكر جلالته واستذكر عقد أول مؤتمر دولي لصانعي السلام في العام 1996 في شرم الشيخ المصرية، في إشارة من جلالته لضرورة أن يكون صنع السلام هو الهدف الدائم، بل وهو الهدف الجدير بالعمل من أجله، فجلالته إنما يشحذ المزيد من الهمم ويدعو لتعهد أممي جديد من أجل السلام، لأن فيه الخير لجميع الأوطان.


السلام الذي يدعو ويؤكده جلالته ليس مجرد شعار أو كلمة، بل هو منهج عمل وهدف قيادة والتزام دولة، لهذا قال جلالته “إننا في مملكة البحرين قد اتخذنا خيارنا الإستراتيجي للسلام لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار، في ضوء نهجنا الداعي للسلام، وتمسكنا بمبادئ الحوار والنهج السلمي والحضاري كسبيل وحيد لتسوية النزاعات وتوفير فرص الأمن والنماء والازدهار لشعوب المنطقة كافة”.


والسلام بهذا المعنى جدير بأن تجتمع الدول والشعوب من أجل تحقيقه وإرسائه في جميع الأوقات وفي كافة ربوع العالم، لاسيما تلك التي تشهد نزاعات وصراعات تهدد الإنسانية وتحرم بعض الشعوب من العيش بأمان أو في ظل تنمية ورخاء، مثل ما يعيشه الشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً أن الطريق لذلك السلام معروف للعالم أجمع وتدعمه مملكة البحرين والدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي تحترم الشرعية الدولية، وهو عن طريق إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الأمم المتحدة، ففي هذا السبيل ضمانة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وضمانة للتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أو كما قال جلالته فيه الخير لنا جميعاً.

هي جهود دؤوبة ومتواصلة لجلالة الملك المعظم على كافة المستويات والأصعدة وفق رؤية حكيمة غايتها خير البشرية، ومضمونها الأسمى نشر السلام وفق أسس قوية ومرتكزات صلبة تضمن ديمومته وتحقيق آثاره ومنافعه للإنسانية كلها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .