لا يعتبر مصطلح “شهية المخاطرة” مجرد مصطلح مكتبي للعمل فقط؛ بل هو الوقود الذي يغذي التجارة وخصوصا في قطاع التقنية. الشركات في هذا القطاع لا تقوم فقط بتغميس أصابع أقدامها في مياه الإمكانات؛ إنها تقوم بقفزات كبيرة وخطيرة، تخلق أمواجًا مع كل تكنولوجيا مزعزعة أو استراتيجية سوقية جديدة يسعون إليها، نسبة المخاطرة والمكافأة ليست جزءًا من اللعبة فقط؛ إنها لوحة التحكم بأكملها.
خذ نزهة في أي حاضنة تقنية، وستسمع قصصًا عن شركات ناشئة بنماذج أعمال تبدو كما لو كانت قد تم تخيلها في قبو كاتب خيال علمي. ومع ذلك، يصطف المستثمرون، بدفاتر الشيكات وهي جاهزة، لدعم هذه الرحلات الجامحة - لأنه في قطاع التكنولوجيا، يعد اللعب بأمان هو أكبر مغامرة على الإطلاق. أما القاعدة غير المكتوبة؟ إذا لم تكن شركتك تعتلي حافة “ما هو ممكن”، فقد تكون كأنك تكتب برمجيات للعصر الحجري السحيق، أما هؤلاء المجانين، فيتعلق الأمر أقل بتجنب التنانين وأكثر بمعرفة كيفية تدريبها! يعملون في واقع حيث الخط بين “المبالغ فيه” و “الرؤيوي”، هل تذكرون ستيف جوبز؟ حيث المخاطرة الغريبة وسيلة “معقولة” للنجاح، لدى البعض طبعا.
بينما تتلاعب الشركات التقنية بالخط الدقيق بين العبقرية والغرور، فإن أهم ما يفكر به اللاعبون الأكثر جرأة هو استطاعة تحويل “أنت مجنون” إلى “أنت رؤيوي” وهم يرتشفون قهوتهم الحرفية الباهظة الثمن؛ لأنه في عالم التقنية، إذا لم تكن تعيش على الحافة، فهل أنت تعيش حقًا؟ هل أنت من مؤيدي هذا الفكر؟