العدد 5493
الأحد 29 أكتوبر 2023
banner
الاعتماد الأكاديمي الدولي
الأحد 29 أكتوبر 2023

ثمة أشياء ضرورية تلك التي لا نعيرها اهتماما، ولا نرغب في مواجهتها، الاعتماد الأكاديمي الدولي وما يمكن أن يحققه لجامعاتنا، وما يجب أن نخوض فيه؛ لكي نعتلي منصات الإجادة ونحقق الاعتماد الأكاديمي الدولي، أو ذلك الاعتراف العالمي الذي يهيئ لنا سبل التواصل السلس مع أمهات العلوم، ومع أصول التكنولوجيا الفائقة، ومصادر المعلومات المتطورة، شأننا في ذلك شأن الأمم التي سبقتنا.


نحاول أن نتواصل مع معايير الاعتماد الأكاديمي الدولي، ومع مقاييسه العابرة للحدود، والمتفانية في توصيل أمة بني الإنسان ببعضها البعض.

إنه التكامل البشري من أجل حياة إنسانية أفضل وأرقى، أكثر انضباطا واعترافا بأن حماية هذا الكون مسؤولية الجميع، وأن هذه الحماية لا يمكن لها أن تصيب الهدف من دون أن ننجح في تحقيق التواصل العلمي والحضاري مع بعضنا البعض، خاصة أن فكرة احتكار التكنولوجيا قد ثبت فشلها، بل وعدم واقعيتها.


من هنا كان لزاما علينا في مملكة البحرين أن نحتوي النظرة الأوسع، والأكثر اتساقا، والأعمق أثرًا على طريق تدويل الاعترافات بالاعتمادات الأكاديمية القطرية والإقليمية وتحويلها إلى معابر طريق داعمة لطريق الحرير، ومعززة للمبادرات الوطنية التي تسعى نحو التقدم والوصول إلى العام 2030 ونحن كاملو الأوصاف والمواصفات.

ومن هنا يمكن أن تصبح مملكة البحرين مركزا إقليميًّا للاعتماد الأكاديمي تنطلق منه المعايير والمقاييس والأساليب الحديثة التي تؤكد أهمية بلوغ التزكيات التي تصل بمناهجنا وبرامجنا الدراسية إلى العالمية، بل وإلى كل نفس بشرية تسعى للحاق بركب التقدم السريع.


هو ما يجعلنا نفخر في الجامعة الأهلية أننا حققنا الاعتماد الأكاديمي الدولي في كلية تكنولوجيا المعلومات، كما أن كلية إدارة الأعمال في سبيلها إلى تحقيق تلك الاعتمادية الدولية في القريب العاجل بإذن الله. وليس خافيا على أحد هنا أننا في سبيلنا إلى تعزيز ذلك بالسعي الحثيث نحو مد مظلة هذه الاعتمادية إلى بقية كليات وبرامج الجامعة الأهلية وصولا. أما ما هو مطلوب تحقيقه للطالب العالمي والمحلي بأن يصبح الجميع تحت غلاف أكاديمي موحد لا يفرق بين مواطن ومقيم أو بين مواطن وأي طالب للعلم من أي مكان.


الاعتماد الأكاديمي الدولي بات ضرورة ملحة، وحتمية تاريخية سوف تضع بلادنا - بإذن الله تعالى - في مصاف الدول المتقدمة، بل في الصفوف الأولى إقليميًّا من بين الدول التي تتبنى مبادرات أكاديمية خلاقة، وتحقق في السياق نفسه أهدافا مجتمعية بارزة، وحاجات إنسانية أكثر شمولا وواقعية ووفاء باحتياجات الطالب الباحث عن وظيفة ملائمة، فلا يجد، أو ذلك الدارس لعلوم غير متوافقة مع متطلبات الاعتماد الأكاديمي، فلا يصل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية