العدد 5485
السبت 21 أكتوبر 2023
banner
نحو سلام دائم ومستدام
السبت 21 أكتوبر 2023

ما من إنسان إلا ويتمنى أن يعيش في أمن وسلام، بعيدًا عن الانقياد والاستسلام، ومتجنبًا الحروب والنزاعات والصراعات التي مازالت تشوه أرضنا وتحرق بيئتنا وتقتل إنساننا، وأن يعيش الإنسان بعيدًا عن الاستعباد والعبودية والاستغلال، وفي رحاب العدل الاجتماعي، فالكثير من الدول تؤطر دساتيرها بكلمة "السلام" إلا أنها تشن الحروب على الدول الأخرى، أو تقوم الدول الغنية باستغلال ثروات الدول الفقيرة لتنمية اقتصاد الدول الغنية. ويتحقق السلام في العالم عندما يخلو من الحروب والنزاعات، وعندما تخلو الأرض من الظلم والفساد، وعندما تتحقق الكرامة للناس ويعيشون في حالة من الأمن والاستقرار، ويسود العدل بينهم، وينال جميع الناس حقوقهم.

وحتى تتحقق الأهداف العادلة للإنسان والدول والأرض لابد أن يؤمن الجميع بثقافة السلام المناقضة لثقافة الحروب والكراهية والعُنف والظلم والتخلف والاستغلال والاستعباد والتمييز ضد المرأة، وجميع المظاهر التي تؤدى إلى الفقر وانتهاكات حقوق الإنسان وتولد الغضب والتوتر الذي يؤدي إلى الصراع المسلح والحروب. وأيضًا لكي يتحقق ذلك لابد أن يُمارس السلام كسلوك في مختلف نواحي الحياة سواء بين الأفراد أو بين الدول أو داخل الدولة ذاتها، وأن يرتكز السلام باعتباره من قوى التوازن في المجتمع لا القوى التدميرية المُهلكة، وأن يكون أداة مانعة لنشوب الحرب ويَمنع العُنف البنيوي داخل المجتمع، ويجتث العُنف ضد المرأة، وأن يحمي البيئة الكونية من أي اعتداء عليها.

إن ومن هنا دعوة للإنسان والدول بتحمل المسؤولية الفردية والجماعية بتعزيز السلام، والمساهمة في تحقيقه لأهداف التنمية المستدامة، والعمل على تكوين ثقافة سلام. وبدلًا من أن تحارب الدول دولا أخرى أو تحارب الإنسان عليها أن تحارب الفقر والجوع والاستغلال والأوبئة، وأن تعالج سوء المناخ، وأن تردم فجوات عدم المساواة، وأن تقلل من أخطار الكوارث الطبيعية كل ما أمكنها ذلك، وأن توفر الغذاء والدواء لجميع البشر، وأن ترسي مجتمعات أكثر سلامًا وعدلًا، وتحقق النماء للدول والرخاء للشعوب.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية