العدد 5484
الجمعة 20 أكتوبر 2023
banner
القضاء على الفقر!
الجمعة 20 أكتوبر 2023

احتلت مشكلة الفقر ــ ولا تزال ــ مكانًا كبيرًا في تفكير الناس والمجتمعات، والكثير من الفقراء يكدون ويعملون لساعاتٍ طويلة ومُرهقة، وفي ظروف خطيرة وأحيانًا غير منظمة من أجل كسب المزيد من النقود تكفي لإعالة أنفسهم وأُسرهم بشكل مناسب.

وتعمل الكثير من الدول على توفير ما استطاعت من الحياة الاجتماعية لهذه الفئة المجتمعية لضمان حياة آمنة لها في ظل بيئة اقتصادية واجتماعية تكفل لها الحياة كباقي أفراد المجتمع، وحددت الأمم المتحدة بيئة الفقر، أي (العيش على أقل من 2.15 دولار للشخص الواحد في اليوم، وفقًا لمعيار القوة الشرائية لعام 2017م)، ووصل عدد الفقراء مع نهاية عام 2022م نحو (670) مليون شخص، وقد يجد (7 %) من سكان العالم أي (575) مليون شخص ــ أنفسهم فقراء بحلول 2030م، وهو موعد حلول تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


إن تحديد يوم أممي للفقراء بمثابة فرصة للتضامن مع الفقراء، والاهتمام بهم، ومن أجل القضاء على الفقر أو تخفيف وطأته، من خلال تهيئة الظروف التي تمكن كل أفراد المجتمع من العيش بكرامة، وفي هذا العام يحتفل العالم بيوم الفقر العالمي تحت شعار “العمل اللائق والحماية الاجتماعية ــ وضع الكرامة موضع التنفيذ للجميع”، فالكرامة الإنسانية أساس كل حقوق الإنسان ــ كما جاء في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ــ (لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم).


يختلف حجم الفقر باختلاف الدول وعدد أفرادها ونسبة نموها، وما تملكه من الموارد المؤهلة لذلك النمو، فأسبابه كثيرة وعلاجاته غير مُتيسرة لجميع الدول، ويُعتبر غياب الوظائف والبطالة من أهم أسباب عدم توفير لقمة العيش المناسبة، وكذلك حجم التعليم والصحة والحالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. فمهما كان مفهوم “الفقر المطلق” أو “الفقر النسبي” فهي حالة تؤكد وجود ضعف الإنسان المادي والمعنوي في قدرته على توفير القدر الكافي من الحياة المعيشية المناسبة له ولأسرته.


* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية