العدد 5485
السبت 21 أكتوبر 2023
banner
أطفال غزة
السبت 21 أكتوبر 2023

أحاول غالباً أن أتفادى النظر إلى مشاهد الحزن والظلم والبشاعة التي تجوب وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أصبح يتكرر بشكل كبير في أيامنا هذه، فبعدما كنا نسمع وقد لا نصدق أو نرى مقاطع مختزلة من هنا وهناك، أصبحنا نرى كل شيء بتفاصيله وبيقين تام، وتتعاظم هذه المشاهد مع الحدث الأعظم الذي هز وجدان الإنسانية، وسطر أقسى أساليب الظلم، في مشاهد تقشعر لها الأبدان، في غزة فلسطين.

ليس هناك ما يبرر أبداً - لا من قريب ولا من بعيد - قتل الأطفال والنساء، قتل المدنيين الأبرياء، ولا من سبب يشرع استهداف طالبي الأمان، المعتكفين في الأحرام من مساجد ومستشفيات وغيرها. ليس هناك من مبرر للعقاب الجماعي، لا في القوانين الشرعية ولا الوضعية، فبأي ذنب تقتل البراءة، وتفجع الأمهات، ولا أقسى مما رأيت من مشهد لأم وهي تبحث عن ولدها وسط المصابين في إحدى مستشفيات غزة، فتصف ملامحه وهيئته، وكأن لسان حالها يقول لا تفجعني به يا الله، إلى أن تأكد استشهاده، وترجت رؤيته لآخر مرة، فكم مؤلم هذا الفقد، وهذا الوداع، من قلب أم ترى فلذة كبدها مدمى وإلى ربه ارتقى شهيداً. هي حكاية واحدة فقط من حكايات مئات بل ألوف الأمهات اللواتي فقدن أطفالهن في هذه الحرب المدمرة التي لا طائل لهم بها ولا ذنب.

هنا يأتي دور كل فرد، فكل فرد مسؤول من ناحيته بما يستطيع أن يقدم من مساعدات أو الدعاء أو تسجيل موقف أو غيره إزاء ما يحصل ضد الأبرياء في قطاع غزة، ومن بين المبادرات المهمة تلك التي أتت تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم - حفظه الله ورعاه -، وذلك بتنظيم حملة لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة، دشنها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالتعاون مع تلفزيون البحرين، وكان سموه أول المساهمين في هذه الحملة، تأكيداً على اهتمام القيادة بهذه القضية، والدعم الضروري لها. وكلنا أمل في أن يخفف الله معاناة أهل غزة، ويحفظ أطفالها ونساءها ورجالها، وأن يتقبل شهداءها، ويسودها الأمن في القريب العاجل.

كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية