تَوجت ليلة سينمائية بعنوان “كاميرا بحرينية” جهودا جبارة لهذه المبادرة التي تعد بفكرتها رائدةً من الطراز الأول، لما تحمل من أهداف تصب في مصلحة ترسيخ القيم الوطنية والإنسانية واستنهاض السينما البحرينية بكتابها ومخرجيها ومبدعيها إلى جانب إعداد جيل جديد من الشغوفين بالفن السابع.
قادت الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة “بحريننا” هذه المبادرة الفريدة من نوعها على مستوى المملكة، وهو ما يعتبر بحد ذاته دعماً حكومياً ملفتاً للطاقات البحرينية المبدعة، وخطوة إيجابية في سبيل بناء اللبنة الأساسية لصناعة سينمائية واعدة نتطلع إليها في مملكة البحرين.
ويعتبر الدعم الحكومي للسينما أحد أبرز العوامل للنهوض بهذا القطاع الذي يتمثل في وسيط تعبيري مؤثر جداً؛ لما يحمله من رسائل، وتمكن من بناء التوجهات، والاقتران بضمائر الشعوب، والارتهان إلى حكم ومواعظ الحكايات الحياتية المترامية على صفحات التاريخ، والتي تمثل الماضي، وقد تشكل ملامح المستقبل، خصوصا أن واحدا من أكبر التحديات التي يواجهها هذا القطاع هي التكاليف الباهظة، وما يترتب عليها من مجازفة مادية كبيرة قد لا يطيقها القطاع الخاص، بينما يمتلك القطاع العام غايات أسمى تستصغر الخسارات المادية.
أكبر مثال على هذا القول بأهمية الدعم الحكومي هو تاريخ السينما المصرية، وإن بدأ بالقطاع الخاص، وكيفما بدأ سواء بالعروض أو بالإنتاج المشترك، وما إلى ذلك من تفاصيل يحكيها التاريخ الخاص بهوليوود الشرق، وكيف شكلت السينما الخطاب السياسي والاجتماعي وغيرهما، وأثرت على مستوى عقود من الزمن من حيثما بدأت، هذا إلى جانب التجربة السعودية الوليدة التي أدارت ماكينة السينما بفتح الصالات وإنشاء هيئة الأفلام وتنظيم المهرجانات والمسابقات واستقطاب النجوم والإنتاج العالمي، وذلك إيماناً منها بالدور الكبير الذي تضطلع به السينما، والذي لا يمكن إغفاله أو التقليل من أهميته، وضرورة السعي وراء استثماره أفضل استثمار.
* كاتب وأكاديمي بحريني