العدد 5471
السبت 07 أكتوبر 2023
banner
الاختيار الأصعب
السبت 07 أكتوبر 2023

يعد اختيار التخصص للمرحلة الجامعية من أصعب الاختيارات على الإطلاق؛ لأنه سيحدد مستقبل الفرد، والمجتمع الذي سيعيش فيه، والعمل الذي سيقوم به، والمستوى المعيشي الذي سيكون عليه، وطبيعة التحديات التي سيواجهها.
صعوبة الأمر تكمن في عدم الإدراك والوعي الحقيقي للتخصص الذي يناسبهم، ربما بسبب صغر العمر، أو عدم الدراية التامة بالمجال الذي تكمن فيه إمكانياتهم وقدراتهم التي وهبها الله لهم، أو أن يعيش الفرد في بيئة متمرسة في مجال أو تخصص معين، وبالتالي يتأثر فيروح طوعاً وبلا إدراك مع الموجة السائدة، وذلك كمن يولد في مجتمع يعتنق اعتقاداً معيناً ويسير أبناؤه عن عدم إيمان وتمحيص على نفس الاعتقاد، ناهيك عن بعض الحالات التي يفرض فيها الوالدان أو أحدهما الاختيار.
الحديث الذي ألفنا سماعه هو أن يترك المجال للفرد في أن يختار تخصصه بنفسه، حتى اختيار المجال في المرحلة الثانوية قبل ذلك؛ كاختيار أولي قد يرسم ملامح المستقبل العملي، لكن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك؛ لأن الكثير من الطلبة يختارون تخصصاً معيناً، ويكتشفون فيما بعد أنه لا يناسبهم، وقد يملكون قرار التغيير حينها أو لا يملكونه، وهنا تكمن المشكلة، كما أن البعض ينتقل من تخصص إلى آخر، ويبذل الكثير من الوقت والجهد والمال حتى يبلغ جادته، وقد لا يبلغها على الإطلاق. من هنا تأتي أهمية التوعية والتوجيه لخريجي الثانوية العامة لمعرفة التخصصات التي تناسب كلا منهم، وهو الدور الذي تضطلع به وزارة التربية والتعليم مشكورة، إلى جانب ترتيب العديد من الزيارات إلى الجامعات، ومناقشة احتياجات السوق والتخصصات الجديدة بشكل مستفيض معهم، من ناحية أخرى، من المهم جداً أن تترك لأولياء الأمور ليس حرية الاختيار لأبنائهم وحسب، بل الاهتمام أيضاً بمعرفة وتحديد مواهبهم وقدراتهم، ولفت انتباههم إليها وتشجيعهم، مع ضرورة التأكد من شغفهم بمجال التخصص؛ لأن الشغف بالمجال هو أحد أهم أسباب النجاح.
* كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية