أثيرت قبل أيام حادثة ترجع إلى العام 2022 حول تصرف وصف بالعنصري من قبل مسؤولة في اتحاد للجمباز، وذلك لتجاهلها فتاة من ذوي البشرة السمراء بعدم منحها الميدالية في حفل لتوزيع الجوائز، وبغض النظر إن كان التصرف متعمداً أو كما تدعي المسؤولة بأنه عن غير قصد، إلا أن كم الممارسات العنصرية في بلدان كثيرة حول العالم مدعاة للقلق والاستهجان.
غير هذه الحادثة، هناك الكثير من الحوادث الأشد وطأة، والتي تعكس فيما تعكسه تجرداً من الإنسانية، وتبين مدى السوء الذي تعيشه بعض الجماعات أو بعض الأفراد ممن تمرسوا التصرف بعنجهية العنصرية حتى لو لم تصل إلى حد الوحشية بالقتل فإنها تؤذي بالكلام البذيء أو التصرفات التي لا يقبلها عاقل متزن. تنم هذه العنصرية عن عدم وعي وإدراك، وعن كراهية مقيتة، والتوهم بالأفضلية على اعتبار اختلافي معين، وتظهر بشكل واضح وصريح في مواقف هؤلاء الأفراد المرضى وتصرفاتهم، وهو ما يعد نتاجاً لمعتقداتهم المسمومة، وقصورهم الثقافي بشأن التنوع الذي أكرمنا الله به لما له من دلالات وغايات عميقة.
يدعونا هذا حقيقةً للحديث عن التجربة البحرينية التي تعد إحدى أبرز وأهم التجارب على الإطلاق في مجال محاربة العنصرية والعيش بسلام والنأي بالنفس عن الجدليات العقيمة التي لا تغني ولا تسمن من جوع؛ إذ تعد مثالاً في حسن التعايش واتباع الأساليب الحضارية القويمة، وهو ما يميز المجتمع البحريني منذ القدم، ويعتبر من الركائز الأساسية في بنائه المتحاب المتسامح، ما جعله بمنأى عن الفتن، يكرس أبناؤه جهدهم للعمل معاً في فريق واحد رفعة للوطن وسؤدده.
* كاتب وأكاديمي بحريني