ينبغي ألا يقتصر التعامل الحسن على أناس دون غيرهم، وهو ما يأتي مع جملة السمات والأخلاقيات التي أكد عليها الدين الإسلامي، وعرف وتميز بها، فهي شريعة سماوية أخذت من الخلق الحميد رداء لها، واعتبرته نهجاً لابد منه.
لا أحد يتطاول على الآخر وفق فارق العمر مثلاً، فيرحم الكبير الصغير ويعطف عليه، ويحترم الصغير الكبير، وهي مسلمات وبديهيات لا تقبل النقاش في مجتمعاتنا، ولا يحيد عنها إلا كل مختال.
بالنسبة إلى العاملين في الأعمال البسيطة المتواضعة، مثل النادل في المطاعم، أو سواق التوصيل، أو العمال بشتى أعمالهم، فطبيعة عملهم في خدمة الناس قد تعرضهم كثيراً وبشكل قد يكون يومياً إلى الاستصغار من البعض في طريقة الحديث أو التصرف معهم بشكل عام، وهو ما يضعهم في ضغوط هم في غنى عنها، وربما لا يلتفت البعض إلى مثل هذا التعامل الذي يبدر منهم، فقد لا يكون عن قصد، علماً أن التعامل مع الناس لا ينبغي أن تحسنه المناصب أو المكانة الاجتماعية، بل أن يعامل الآخرين كما يحب المرء أن يعامل، ناهيك عن أن بعض هؤلاء من المجتهدين والعاكفين على العمل يشقون طريقهم ويتطورون بإخلاصهم وتفانيهم، ويخصهم توفيق الله عز وجل، ويحققون بذلك إنجازا وتطورا على الصعيد العملي، والذي قد يجعلهم في مناصب متقدمة لاحقاً، فالإصرار لا يعرف المستحيل، والصبر والاجتهاد يعانقان النجاح دائماً في نهاية المطاف، وإن طال الانتظار.
* كاتب وأكاديمي بحريني