يطرأ على السطح بين فترة وأخرى موضوع تعامل بعض عمال التوصيل الخاطئ مع الوجبات التي يكلفون بتوصيلها إلى الزبائن، وقد انتشرت الكثير من الصور والفيديوهات سواء في البحرين أو خارجها عن ممارسات خاطئة يقوم بها البعض منهم، ما يثير التساؤل حول الكيفية المضمونة لإيصال الطلبات إلى الناس بسلام دون تلف أو نقصان.
تصعب في الحقيقة السيطرة على هذه العملية إن لم تكن منظمة من الأساس؛ فاشتراك بعض هؤلاء العمال البسطاء بدراجاتهم النارية المتهالكة، وعدم تدريبهم على الطرق الصحيحة لإيصال الطلبات، وعدم وضع قوانين صارمة من قبل هذه الشركات عليهم، إلى جانب غياب الاهتمام المطلوب من قبل بعض المطاعم على أطعمتهم وطريقة تغليفها، كل هذه الأمور تتسبب بمثل هذه التجاوزات. أعتقد أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق شركات التوصيل ذاتها التي ينبغي أن تضع الضوابط الصارمة، وتسن المراقبة الحثيثة من خلال الكاميرات مثلاً، ومن خلال الاتفاق المنظم مع المطاعم، وليس الاتفاق مع أي عامل وإعطاءه الملابس الخاصة بالشركة والشعار، ومنحه حق التوصيل، والاهتمام بتقليل تكلفة التوصيل على حساب جودة العمل، وعدم الاكتراث لنوعية العامل وكيفية توصيله الطعام.
ينبغي وضع ضوابط شديدة من المعنيين لضمان عدم وقوع مثل هذه التجاوزات، أما إذا بقي الحال على ما هو عليه فسيتكرر هذا المشهد كثيراً مستقبلاً؛ لأنه لا يوجد رادع مناسب، ولا ضوابط كفيلة بأن تمنع مثل هذه المشاهد أن تحصل هنا وهناك، هذا إلى جانب أنه من المؤكد أن الحالات الموجودة هي أكثر من ذلك بكثير، لكن لم ترصدها الكاميرات، وهو ما يستدعي الضرورة لحل هذه المشكلة حتى لا تأخذ مدى أكبر.
كاتب وأكاديمي بحريني