العدد 5458
الأحد 24 سبتمبر 2023
banner
من لندن
الأحد 24 سبتمبر 2023

تشهد العاصمة البريطانية (لندن)، خلال فترة الإجازة الصيفية من كل عام، حضورا متزايدا من قبل شباب دول الخليج العربي، يساهم في نمو القطاع السياحي بنسبة تصل أكثر من 5 %، وينفق الفرد الخليجي الواحد في لندن ما يقارب 3000 دولار في مختلف المتاجر الشهيرة، ويذهب بعض شباب الخليج إلى استقدام سياراتهم الرياضية الفارهة لجعل قضاء العطلة الصيفية أكثر متعة والظهور بمظهر لافت ومميزة من خلال التباهي في أحياء لندن الضيقة، ويلاحق تلك السيارات الفريدة من نوعها المهوسين لالتقاط الصور ومقاطع فيديو، فيما يجذب استعراض السيارات الخليجية الفارهة أعين الناظرين لها أينما تنقلت، ولكن هدير المحركات يزعج القاطنين في الأحياء الراقية ويتسبب في سلسلة من الشكاوى.
وبات مشهد رصد السيارات الخليجية باهظة الثمن ظاهرة مألوفة سنويا في لندن لدى محبيها، وسوء الاستخدام من قبل بعض أصحابها في الشوارع الضيقة والمزدحمة مثار قلق للسكان المحليين والسياح، ومن المشاهد التي أثارتني في عطلة الصيف لهذا العام سلوك بعض سائقي السيارات الخليجية في حي “نايتسبريدج” الراقي، جرّاء ما يصدر من هدير يصم آذان المارة وسكان المنطقة التي تعاني من ضوضاء في حركة المرور والتلوث البيئي.
وفي ظل تزايد ضجيج هدير السيارات الخليجية الرياضية خلال موسم الصيف، تسعى إحدى بلديات العاصمة البريطانية إلى اعتماد تشريعات لحماية الأماكن العامة تخولها فرض غرامات على مخالفي قواعد السلوك الاجتماعي وتوجيه اتهامات جنائية لمن يرفض الانصياع، أما بلدية “تشيلسي” غرب لندن فتعمل على سن قوانين للسيطرة على ممارسات انتهاك قواعد حماية الأماكن العامة من خلال الضغط الشديد على دواسة البنزين، ورفع صوت الموسيقى المرتفع، وركن السيارات في الأماكن غير المسموح فيها إيقاف السيارات.
وعلى الرغم من فرض العقوبات المالية والملاحقات القضائية وحجز السيارات، إلا أن تكرار المخالفات من خلال التباهي والاستعراض كان مستمر في الشوارع المحيطة بمحلات “هارودز” الشهيرة.
سألت شاب خليجي عمره 19 عاما في منطقة “نوتينغ هيل” عن سبب شحن سيارته الفيراري إلى لندن، فردّ قائلا “إنه دفع 6000 دولار من أجل استقدام سيارته خلال 6 أيام، بسبب عدم تأجير السيارات الفارهة في لندن لمن لا يتجاوز عمره 25 سنة، كما أن التأمين على السيارات الرياضية يتطلب تكاليف مالية مرتفعة”، وهناك من شباب الخليج من دفع 7000 جنيه إسترليني، أي ما يقارب 12 ألف دولار كلفة الشحن والتأمين لمدة شهر واحد.
لندن تشهد زيارة أكثر من نصف مليون سائح خليجي سنويا خلال موسم الصيف، وعلى الرغم من القوانين والغرامات وحجز السيارات، إلا أن فرض غرامة 200 دولار قد لا تغير من سلوكيات بعض أصحاب السيارات، حيث اعتبر البعض “الصيف في لندن” موسم التباهي بالسيارات الفاخرة في الشوارع الضيقة بأحياء لندن.
وبالمقابل، هناك شبابا خليجيون يدركون قلق السياح والسكان المحليين حيال ضجيج السيارات المتزايد وإجراءات الاستقدام والشحن المكلفة ماديا.
وتعد بريطانيا من الواجهات المفضلة للسياح الخليجيين في موسم الصيف، وبحسب هيئة السياحة البريطانية، “زار بريطانيا خلال فصل الصيف الماضي 1.2 مليون سائح خليجي، وأنفقوا 2.6 مليار جنيه أسترليني”.
الخلاصة أن البعض مع الأسف لا يعي خطورة ما يقوم به، وما تقوم به الدول الخليجية من جهود جبارة في توطيد العلاقات مع دول الغرب، حيث تعكس الصور النمطية ما يؤثر على سمعة شباب الخليج.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية