اليوم أستطيع أن أزف البشرى بأن الحرم الجامعي الجديد للجامعة الأهلية سوف يرى النور عن قريب، لقد أجمعت الجمعية العمومية للشركة المالكة للجامعة في اجتماعها الأربعاء الماضي على تقديم الدعم المالي اللازم؛ من أجل البدء فورًا في أعمال التشييد والبناء للحرم الدائم لأول جامعة أهلية في مملكة البحرين.
اليوم فقط أستطيع القول إن الحلم قد بدأ في البزوغ، والليل قد شارف على الانزواء، ولحظات الترقب أصبحت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ محطة الوصول الأخيرة.
إنه إيمان القطاع الخاص بمشروع حضاري كبير، قناعة مستثمريه ورجال أعماله، سواء من مملكة البحرين أو المملكة العربية السعودية أو الكويت أو المنطقة بأنه لا يوجد أهم من الاستثمار في التنوير، من بذل الغالي والنفيس في سبيل أن يرى مشروع حضاري واعد كامل النور على شبابنا وعقولنا، والراغبين في الحصول على تعليم أكاديمي يحاكي علوم وفنون وآداب الحداثة والمعاصرة، الأصالة وسبر أغوار التاريخ، المحاكاة لكل ما يحققه المبدعون في هذا الزمان وأي زمان.
إنها الإرادة التي دفعت لفيفا من المستثمرين؛ لكي يلتفوا حول مشروع هذه الجامعة الفتية، وهي الرغبة في أن يكون لدى مملكة البحرين منصة إضافية تزينها تكنولوجيا الإمكان، وتعاونها خبرات وتجارب الإنسان، وتجاورها مختلف المشاريع الفارقة في كل زمان.
لقد وقعنا الخميس الماضي اتفاقية التشييد، وأصبحنا بالفعل أمام التحدي الأخير الذي سنصارع فيه الزمن، آملين ومتأملين بأن ينتهي البناء في الحرم الجامعي بمدينة سلمان السكنية في أقل من سنتين.
صحيح أن المشروع تأخر لأكثر مما كنا نطمح بكثير، وصحيح أن تحقيق الحلم ليس كرؤيته وهو في قلب الشهر القمري، لكن الأكيد أن الطموح لا يقف عند حد، والأمل لا ينتهي إلا بنهاية الحياة.
ونحمد الله ونشكر فضله أنه أطال في أعمارنا حتى نشاهد بأعيننا صرحنا الأكاديمي الكبير وهو يتجلى فوق قطعة من تراب بحريننا الغالية، بل وهو يشب كطفل صغير فطمته أمه، فاعتمد على نفسه؛ لكي يكتسب قوته وعنفوانه ويشتد عوده من تجارب ومحاولات ونتائج متوقعة بإذن الله.
هكذا كنا، وهكذا أصبحنا، فريقا يعمل ليل نهار؛ من أجل أن نصنع المستحيل، ومن أجل أن يكون لهذا المستقبل رجال أشداء، وعلماء أجلاء، ورجال أعمال أوفياء، فريق يصل الليل بالنهار، لا يحكمه وقت، ولا يمنعه جدار، فريق يدرك تمامًا أن من طلب العُلا سهر الليالي، وأن من جَدّ وجَد، وأن لكل مجتهد نصيب.
وها نحن اليوم نبدأ العام الدراسي الجديد وكلنا أمل في أن يكون عامًا مفعمًا بالتطور والإنجاز، عامًا ملؤه التفاؤل وصنوانه المحاكاة مع الهدف العمراني الكبير “المبنى الدائم لحرم الأهلية” المبارك.
عام نتوقع فيه المزيد من الإنجازات، والمزيد من البرامج الأكاديمية التي تهيئ الطالب لعام أفضل، ولفرص عمل أقدر، ولحياة قادمة أشمل وأجمل.