العدد 5437
الأحد 03 سبتمبر 2023
banner
فوضى في المسرحيات المقدمة للطفل
الأحد 03 سبتمبر 2023

لوحظ في الفترة الأخيرة توجه بعض الفنانين والمنتجين مباشرة إلى مسرح الطفل، ولسنا في مقام التحدث الآن عن المسرح التجاري والمسرح الجاد، لكننا سنتحدث عن تلك العروض المتناثرة التي لا تمت لمسرح الطفل بشيء، إنما مجرد اجتهادات لا تحمل رؤية جادة لمفهوم الطفل.


مسرح الطفل عالم قائم بذاته وخطير، وأبرز ما فيه تميزه بطابع التعليم والتوجيه، ثم عنصر التسلية، بل إن التسلية يجب أن تكون الأساس الأول في كل مشروع خاص بمسرح الأطفال وإلا فشل، وكما يقول الكاتب بيتر سالادا في كتابه “دراما الطفل”: “مسرح الأطفال عالم كامل مستقل، وليس مجرد مبنى مستقل، إنه عالم الخيال والعاطفة في أرض الأحلام، وإذا نحن لم نضع هذا الفهم في اعتبارنا، أو تدخلت مفهوماتنا الخاصة ككبار في إبعاده عنا، فإن النتيجة ستكون مسرحا بعيدا تماما عما نريد، إنه لن يكون مسرح الأطفال قدر ما سيكون محاولة منا.. نحن الذين ابتعدنا عن طفولتنا لاستعادتها، وسيصبح مجرد واجهة لعرض دمى ميتة لا حياة فيها”.


الكتابة لمسرح الطفل ليست أمرا سهلا ولا عملا ميسرا، إنما كتابة معقدة إلى أقصى درجات التعقيد، كما الحياة معقدة، وإلا كانت عملية تربية الجيل الصاعد وتوجيهه وتنشئته المثالية نزهة جميلة في حديقة، وما يحصل عندنا هذه الأيام وتحديدا في المناسبات كالأعياد “عيد الفطر وعيد الأضحى” مثلا، فوضى في الخدمات الثقافية المقدمة للطفل، وأذكر أن أحد المنتجين طلب مني العام الماضي كتابة مسرحية للأطفال فقلت له. نعم.. أنا أمتلك الموهبة، والاطلاع، والمعرفة الكاملة بالدراما التلفزيونية والإذاعية والسينما، لكنني لا أستطيع الاقتراب من مسرح الطفل. أنت كمنتج تنظر من زاوية واحدة وهي أن الطفل لديكم سلعة، أما أنا فأنظر من زوايا متعددة تتعلق بالمعرفة العلمية بعالم الطفل بكل ما تنطوي عليه من مقومات عقلية وسيكولوجية وفسيولوجية، وهذا ليس بالشأن الهين عندي.


كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية