العدد 5435
الجمعة 01 سبتمبر 2023
banner
"هكسلي".. ورؤية العالم من مرافئ بعيدة
الجمعة 01 سبتمبر 2023

إذا ما تعمقنا داخل عقولنا ستبدو وكأنها سر غامض، معجزة، قوة لا ينضب معينها، وحاول الكثير من الفلاسفة والأدباء على مر التاريخ الابتعاد عن المياه السطحية والغوص في الأعماق ولمس النبع، وأحد أهم هؤلاء الكاتب الإنجليزي "هكسلي" صاحب الكتاب المثير "العالم الطريف"، والذي اطلعت على بعض تفاصيله في مجلة الفكر المعاصر الأدبية، ووجدت فيه صورا غير تقليدية من التنبؤ ورؤية العالم من مرافئ بعيدة.

فهكسلي أخبرنا أن من وسائل التأثير في الجماهير بث الدعاية في اللاشعور مباشرة، وأساس هذه الوسيلة التجربة التي قام بها دكتور وعالم نمساوي مختص في الأعصاب، وذلك باستخدام آلة خاصة يعرض بها صورة معينة على من يريد التأثير فيه، وبعد عرض الصورة لنحو ثانية أو أقل من ثانية، يخفي الصورة ويطلب إلى المشاهد إثبات ما رآه فيها وهو واع، وفي الليلة التالية يطلب إلى الشخص ذاته أن يصور على الورق بعض ما شاهده في حلمه، وهنا كانت دهشة الدكتور حينما وجد أن ما يثبه الحلم من تفصيلات هو ما أهمله صاحب الحلم نفسه حينما سجل على الورق ما شاهده في الصورة المعروضة وهو في يقظته، ومعنى ذلك أن الشخص يرى في الواقع ويسمع أكثر مما يعتقد أنه رأى أو سمع وهو في وعيه، وأن ما يراه ويسمعه دون أن يعلم بذلك يسجل في اللاشعور، وقد يؤثر في الأفكار والمشاعر والسلوك أثناء اليقظة.

وعلى هذا الأساس يعتمد بعض الدعاة حينما يبثون دعواهم على تفصيلات خفية تكاد لا تدرك أثناء اليقظة، وذلك خلال عرض رواية أو مسرحية، أو من خلال إلقاء خطاب فوق منصة.

ثم من هذه التجربة تطرق الباحثون في علم النفس إلى البحث في التأثير الذي يمكن إحداثه في النائم، وأشد ما يكون التأثير عند الانتقال من اليقظة إلى النوم، أو من النوم إلى اليقظة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية