العنوان الذي أمامكم لبيان صادر عن نساء إحدى القبائل في دولة الكويت الشقيقة، ويدعو هذا البيان إلى عدم الإسراف والتبذير في إقامة الحفلات الاجتماعية المختلفة والمبالغ فيها، وظهور مناسبات وحفلات واستقبالات ليس لها معنى، والتي بإقامتها أفقدت الفرح زهوته من كثرتها، بل وأصبحت عبئا ثقيلا على كل السيدات والعوائل، ولا مستفيد منها إلا أصحاب المحلات الذين وصلوا إلى مرحلة الابتزاز المقيت للناس، وطالبن من خلال بيانهن بالتوقف عن تلك الممارسات من بداية شهر سبتمبر القادم 2023.
بدورنا نؤيد بقوة تلك الخطوة الحضارية الشجاعة، ونشيد بذلك البيان وأهمية تنفيذه في تصحيح الأمور، في الآن نفسه نتطلع نحن في المملكة لأن تصدر بيانات مشابهة لذلك البيان المبارك من قبل العائلات والأسر البحرينية، حيث تتعهد من خلاله بالالتزام الكامل بتقنين الإنفاق بمختلف أبوابه ونوافذه، وترشيد مصروفات الحفلات الاجتماعية وتقليصها للحد المعقول والمقبول، وصولا إلى تغيير المفاهيم والثقافات والآليات التي نرصدها حاليا في الكثير من المناسبات، خصوصا عند الطبقات الاجتماعية غير الميسورة.
ما يقارب ثلاث سنوات فترة وجود الجائحة، حصلت فيها آلاف المناسبات الاجتماعية المختلفة في البحرين، منها الخطوبة والزواج وأعياد الميلاد والتخرج والمواليد والشفاء من الأمراض وغيرها الكثير من المناسبات المفرحة والأخرى الحزينة، معظمها كانت مقتصرة على عدد قليل جدا من الأهل فقط، وعلى وجه الخصوص حفلات الزواج ومناسبات الوفيات، حيث عادة ما يكون الحضور فيها كبيرا مقارنة مع المناسبات الاجتماعية الأخرى، وذلك لدواعي الإجراءات الاحترازية، وتجنبا للإصابة بالفيروس، وقتها كانت الأمور تسير على ما يرام، وبذلك تم الحصول على الكثير من الفوائد منها المالية والبدنية والنفسية والاستفادة من كسب الوقت، أيضا لم يعد الناس في فترة الجائحة الاستثنائية يعاتبون بعضهم على عدم الحضور وعبارات “التشره، إلا فلانه ما ياتنه، وإلا فلتانه ما وجبتنه، وإلا وإلا”، مثلما يحصل حاليا في أغلب المناسبات الاجتماعية. هدفنا الوصول إلى تغير الكثير من السلوكيات وتجويدها واستبدالها بما هو أفضل منها مثلما هو حاصل في المجتمعات الأخرى. وعساكم عالقوة.
* كاتب بحريني