العدد 5416
الأحد 13 أغسطس 2023
banner
الخدمات الممتازة
الأحد 13 أغسطس 2023

ليس مصطلحًا قابلًا للتحوّر، ولا قانونًا غير قابل للطعن، لكنه المشروع التنموي الذي يمر بأفق التنمية المستدامة وصولًا إلى دولة كاملة الأوصاف، متكاملة الأركان في محيط أسرتها الإقليمية والدولية.
مملكة الخدمات الممتازة، نعم إنها البحرين بقدوم عام 2030 بعون الله، وهي الخدمات التي حفرت مجراها في ممرات التاريخ البعيد، والمستقبل المنظور.
و.. نعم هي كذلك كونها أرست منذ أكثر من قرن زمني معالم الخدمات التعليمية بإطلاقها للتعليم النظامي، ونعم كونها كذلك بعد أن احتضنت أول مصرف منذ أكثر من مئة عام هو البنك الشرقي أو “ستاندرد تشارترد بنك”.
ثم نعم ونحن نتجه نحو المستقبل القريب يحدونا الأمل الكبير بأن نصبح مملكة الخدمات الممتازة، وهل يوجد أرقى وأهم من التعليم لكي نرتقي به، ونرسم مستقبلنا على هداه، ونحدد معالم طريقنا وفقًا لبدئه ومنتهاه؟!
يقولون: لا نهاية للعلم، فهو قائم على الإبداع الإنساني، وعلى الطموح البشري، وعلى حاجات الكون المتعاظمة، ونقول: نحن أهل له، فالعلم له ثوابته وأطروحاته وأدلته وبراهينه، والعلم هو حجر الأساس الذي  نبني عليه حضارة الوطن، ونقيم على مرتكزاته النهضوية عصرًا من الرخاء والازدهار والنماء الاقتصادي المستدام.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا في مملكة البحرين أدركنا أهمية هذا التوجه، بل إننا في الجامعة الأهلية راهنًا على المستقبل وكسبنا الرهان، فوضعنا الأسس التي يقوم عليها البنيان المرصوص لنماء مستدام، فأدركنا في المهد أن جودة التعليم هي من بديهيات التقدم والارتقاء، فبذلنا الغالي والنفيس، وركزنا جل اهتمامنا على تجويد مخرجاتنا، وتطوير تطبيقاتنا وتحفيز طلابنا؛ لكي يستوعبوا ثورة التكنولوجيا الفارقة.
من هنا يمكننا أن نفخر باعتلائنا مرتبة متقدمة بين الجامعات العالمية الأوائل في مجال جودة التعليم، وحققنا ستة أهداف مهمة بينها جودة التعليم من 17 هدفًا حددتها الأمم المتحدة على طريق الوصول إلى النماء المستدام بحلول عام 2030، وأصبحنا حسب “التايمز” و”كيو إس” العالميتين في مقدمة الجامعات المصنفة إقليميًّا ودوليًّا في العديد من البرامج والمجالات، وعلى رأسها جودة التعليم.
ومما لا يُخفى على أحد، فإن وصولنا إلى هذه المرتبة ما كان له أن يتحقق لولا ذلك التناغم والتفهم بين منظومتنا التعليمية والهيئتين الأكاديمية والإدارية بالجامعة الأهلية، ووضع الأسس الكفيلة باستيعاب ثورة التحديث التكنولوجية من خلال الوقوف بثقة أمام التحديات العلمية، واستيعاب المناهج والبروتوكولات المرتبطة بالبحث العلمي المُحدث والمعتمد من أعلى وأرقى منصات ومراكز البحوث العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، مما وضعنا على أعلى درجات التصنيف الأكاديمي إقليميًّا ودوليًّا من خلال مناهج وبرامج تم استحداثها في الجامعة الأهلية وعلى رأسها برنامج الدكتوراه في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال، وبرامج الماجستير في المحاسبة الجنائية والـ “فنتك” المرتبط بالعلوم المالية وتكنولوجيا المعلومات المرتبطة بكل مخارج ومداخل علوم الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى اللغات والترجمة وغيرها من البرامج التي سيتم إضافتها في شهر سبتمبر المقبل، والتي تحاكي أرقى العلوم التي تربط الطالب بسوق العمل، وتضع تطبيقاتها في خدمة متطلبات هذه السوق.
إن مملكة الخدمات الممتازة لم تعد حلمًا يرتجى، ولا أملًا نصبو إليه، بعد أن أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق متطلبات الوصول إلى هذا المقام التنموي التنويعي الرفيع، وبعد أن أدركنا بأن تحمل مسؤولياتنا من أجل الارتقاء ببلادنا من خلال العلم والتعليم والتعلم رسالة مقدسة ورؤية واضحة وبوصلة شديدة الدقة نحو الهدف المنشود.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية