العدد 5409
الأحد 06 أغسطس 2023
banner
البحرين وروح الأسرة الواحدة
الأحد 06 أغسطس 2023

ليس جديداً أن تنعم البلاد والعباد بروح الأسرة الواحدة، فمملكة البحرين على مر الزمان وهي تمارس شعائرها ومشاعرها وروحانياتها بكل حرية وإيمان بالله ورسوله، وبالوطن وقيادته الحكيمة.
على مر الزمان ونحن نمارس شعائرنا بمنتهى الحرية والالتزام، نؤدي مناسكنا بكل إيمان وانضباط، كل المجتمع الذي تربى على الإخاء والتراحم واحترام الآخر، يرى في وحدته الوطنية قوة وتلاحماً وتصدياً للصعاب.
وها نحن اليوم وبعد انتهاء موسم عاشوراء نقف أمام الحقيقة كاملة، قيادة تبارك لنا نجاح الموسم المهيب، ولقاءات في كل مكان لتأكيد لحمة بني الوطن، وتشدد على ضرورة تماسكهم وتحملهم مسؤولياتهم تجاه بلادهم، وعقائدهم ومفاهيمهم الراقية غير قابلة للتأجيج أو الالتباس أو المزايدات أو حتى المغالطات.
منذ قديم الأزل ونحن ننعم في البحرين بنعمة القناعة، والتآخي، بالقدرة على التعايش بسلام وأمان واطمئنان.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا نعيش أياماً هي الأزهى بعد المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، ونفتح آفاقاً هي الأجمل في منظومة التفكير والتدبير وصناعة المحتوى الأخلاقي للأمة.
من هنا يدرك القاصي والداني أننا أمام ثقافة غير قابلة للاختراق، وخلف ثوابت لا يمكن تفكيك بنيويتها المتراكمة، وأصولها القائمة على المحبة والتراحم والاحترام.
إن مملكة البحرين شأنها في ذلك شأن دول الإقليم تعيش على البعد من توترات متسارعة، ومتغيرات متواكبة، وإحداثيات ما أنزل الله بها من سلطان، إن مملكتنا رغم هذه التحديات تعيش في نعمة قوامها الإخاء والإيمان بالآخر، بتطوير المجتمع، وتأكيد هويته، وتثبيت شخصيته.
هذا هو الديدن الذي يعتمد على تطوير مخرجات التفكير من خلال منظومة علمية وتعليمية وعادات وتقاليد مرعية، هو النظام التفصيلي لثوابت متحركة وفقاً لأولويات المرحلة، وحاجات المجتمع المتنامية.
روح الأسرة الواحدة لا يمكن أن تفضي إلا إلى مزيد من التعاون من أجل النهوض بالاقتصاد، والمحافظة على المكتسبات والبناء على ما فات.
روح الأسرة الواحدة لا يمكن أن ترفرف فوق آمالنا وآلامنا ونجوع أيامنا إلا لو كنا على قلب رجل واحد، نعادي من يعادينا ونصادق من يصادقنا، ونفدي بلادنا بالدماء الزكية والأرواح الطاهرة وبالدنيا مترامية الأطراف من حولنا.
إن مجتمع الأسرة الواحدة لمسته في العديد من الاجتماعات التي نظمتها الجامعة الأهلية خلال الآونة الأخيرة مع مؤسسات المجتمع المدني “جمعيات خيرية ومهنية” وما بينها من مؤسسات تبذل الغالي والنفيس من أجل النهوض بالشباب ومساعدته في الحصول على فرصة تعليمية مناسبة لبناء مستقبله والمساهمة في الوفاء باحتياجات سوق العمل، والمشاركة في النماء المستدام الذي ننشده، وفي الحضارة البازغة التي نتقدم نحوها بخطوات مثيرة للانتباه.
إن الجامعات شأنها في ذلك شأن مراكز الإشعاع الحضاري والتنويري تعمل على توطيد أواصر الفكر المطور لجودة الحياة من حولنا، وذلك المتواكب مع ثورة المعلوماتية من ناحية أخرى.
كل هذا وذاك نلحظه ونحن على بعد أمتار من عام دراسي جديد ملؤه التمني بمستقبل واعد ومشرق وسعيد، وبأيام أجمل سوف نعيشها معاً بكل تأكيد، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية